رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

مقاربة لخطاب تنظيم الحمدين: ليت تميم سكت

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

خطاب أمير قطر «الأمير الصوري!» الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليس عاطفيا، ولا فارغا، ولا مستغربا من تميم، فهو مجرد واجهة، ينفذ تعليمات وخطط «الحمدين!»، وسواء فهم تلك الخطط واقتنع بها، أو لم يفهم أو يقتنع، فمهمته التنفيذ، أو أن «تنظيم الحمدين!» الذي وضعه رئيس دولة، وفي أفضل الاحتمالات سيتفضل عليه بدراما بسيطة تضعه في ذات المصير الذي صار إليه جده من قبل!، ولأن تميما يعي هذه الحقيقة جيدا، فإنه لا يرى بأسا في تنفيذ التعليمات التي تصله، ومنها الخطاب الذي ليس فيه أي جديد، إذ إنه ترجمة حقيقية لسياسة «تنظيم الحمدين!» القطري المعروف، ولذلك لم يقدم الخطاب أي حل للأزمة القطرية، ولم يعط أي أمل بأن «تنظيم الحمدين!» كف، أو سيكف عن دعم الإرهاب بالمال والسلاح والتأييد السياسي، ومعروف أن هذا التنظيم لا يهدف إلى دعم الإرهاب لكونه إرهابا فقط، ولكن لكونه -بشعاراته الدينية الجوفاء- أقوى سلاح يمكن استخدامه لتقويض أنظمة الدول العربية، وفي مقدمتها وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وذلك لتحقيق وهم الخلافة المزعومة، تلك الخلافة التي سعى الإخوان المسلمون إلى زرعها وتكريسها في ذهن «حمد الكبير!!» منذ نعومة أظفاره، وواصل السروريون إكمال مهمة تضخيم الحلم!، وتولى «حمد الصغير!!» وضع الاستراتيجية والخطوات التنفيذية لتحقيقها!! بحيث تكون السعودية رمانة الميزان لتلك الخلافة المزعومة! وليس في هذا الأمر أي افتئات أو تحميل للأمر أكثر مما يحتمل، فهذا باعتراف صريح من «الحمدين!» في مكالماتهما الشهيرة!! خطاب تميم لم يخرج عن الإطار الذي وضعه «تنظيم الحمدين!»، وسواء كتب الخطاب عزمي بشارة أو يوسف القرضاوي أو مستشارو التنظيم -وهم كثر- فإن الخطاب فوق كونه بكل تأكيد من مطبخ «تنظيم الحمدين!!»، فقد كشف عن وهمين مضحكين! ومحزنين في ذات الوقت: أولهما: أن «تنظيم الحمدين!» دعم ويدعم الثورات العربية من أجل عتق الشعوب من الظلم والجور الذي تعيش تحته، ولو علمت تلك الشعوب التي رماها الدعم القطري في بيداء التناحر والتقاتل -ليبيا مثلا- لأكلت «التنظيم الحمدي!» بأسنانها، ومزقته أشلاء، ولوضعوا أموال «تنظيم الحمدين!» تحت أقدامها، فهي أموال بددها التنظيم لدعم كل التنظيمات والتيارات في أي بلد، بهدف امتلاك قرار من يفوز حتى يكون تحت سيادة التنظيم!. وثاني المضحكات المبكيات في الخطاب: أنه ترجمة دقيقة لاستراتيجية التنظيم في رفع الشعارات الكاذبة الخادعة، ولتأكيد ذلك تناول الخطاب موضوع التعددية والديمقراطية، وهما أمران غريبان جدا على دولة «تنظيم الحمدين!»، فلا تعددية ولا ديمقراطية فيها البتة، ومع أن الدستور ينص عليها إلا أن ذلك النص يعد أصدق ترجمة عملية لقول الناس «حبرا على ورق!»، فالانتخابات التشريعية أجلت ثم أجلت وأخيرا تم نسيانها، وهذا ليس غريبا! الغريب المفاخرة بكذبة مثلها، واعتبارها مما يؤمن به «تنظيم الحمدين!» ويطبقه فعليا على أرض الواقع!!. لقد استخدم التنظيم هذا الشعار الكاذب المزيف من أجل إغراء بعض الشعوب العربية لتخرج إلى الشوارع رافعة لافتات من نوع الحرية والديمقراطية والتعددية، وهي لافتات مدعومة بمال «تنظيم الحمدين!» وصوته الإعلامي المسخر من «جزيرته!!» التي كانت وما زالت تسخر كل إمكاناتها التقنية والفنية لتزوير وتضخيم الواقع، والكذب الصريح باسمه، فهي الأخرى تنفق مالا طائلا من أجل ملء بعض الشوارع بمتظاهرين مستأجرين معظمهم لا يدري ما معنى ديمقراطية ولا تعددية، وكل الذي يعرفه أنه قبض، وخرج وصاح وطالب، ومعه أناس آخرون خرجوا وصاحوا وطالبوا، لأنهم صدقوا وظنوا أن أولئك المستأجرين خرجوا من تلقاء أنفسهم، وأنهم مقتنعون وصادقون في مطالبهم المشروعة!! ولم يدر في خلد أحد منهم أن «تنظيم الحمدين!!» هناك يقف في ظل طموحه الواهم، وتحت شمس أمله الخائب!! لقد عمل التنظيم -ولم يعد باستطاعته الاستمرار- على تقويض الأنظمة العربية هنا وهناك، وطموحه وعينه على «بلاد الحرمين!!»، وهذه التسمية للمملكة العربية السعودية تسمية معبرة بدقة عن المملكة، بل إن خدمة الحرمين أهم وأعظم وأول مفاخرها، لكن «تنظيم السرورية!» المجرم أطلقه عليها ليلغي الاسم الرسمي المتعارف عليه سياسيا وعالميا، وهو «المملكة العربية السعودية»، وقد جاء إطلاق التنظيم هذا الاسم أو الصفة «بلاد الحرمين!» على السعودية، كتعبير واضح عن عدم الاعتراف أو القبول بكيانها السياسي المعترف به سياسيا وجغرافيا وتاريخيا على مستوى العالم، وليكرس في الأذهان التسمية الجديدة «بلاد الحرمين!»، وهي تسمية تنسجم تماما مع شعارات الدين الخادعة التي رفعها تنظيم الإخوان المسلمين منذ تأسيسه، وتبعه التنظيم السروري بفعالية أكبر، وإجرام أضخم، وتضليل أعظم، واستغلال لتدين الناس الفطري لم يسبق له مثيل في التاريخ الإسلامي، ولولا يقظة الدولة، وإصرار وجسارة الأمن السعودي، لكان السروريون تحت علم «الدولة الحمدية!» يحكمون الجزيرة العربية كلها!!. هذا باختصار مقاربة أو ترجمة لمضمون خطاب تميم «أمير قطر الصوري!»، وأنا واثق ومتأكد أن محبي قطر، ومحبي القطريين، بصدق ومحبة وإخلاص، قالوا بصوت واحد، بعد سماع الخطاب: ليت تميم سكت!!. نقلا عن الوطن

arrow up