رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

إجماع ألماني قيناني على بر الوالدين: السؤال للوزير عواد العواد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صدفة وأنا أقلب القنوات آخر الليل قبل فجر السبت الماضي، توقفت عند واعظ في القناة السعودية، واستمعت إليه، فوجدته يتحدث عن بر الوالدين، وتابعت في استطرادات له يهدف من ورائها إلى تعظيم البر بالوالدين، لكني توقفت عند قصص ساقها، يبدو أنها أكبر من عقلي الصغير، وسأكتفي بإيراد أنموذجين من قصصه وأنا ألهث وراءه لتوثيق رؤوس كيبورد لأتذكرها، يقول: أولا: من السلف من لا يصعد سطح البيت حتى يتأكد أن والديه في السطح، حتى لا يكون في مكان أعلى منهما! والطريف هنا أن أخانا الواعظ قال: إذا دخل البيت سأل أين أبي!؟ فإن قالت أمه: هو في السطح، صعد إليه، وإن قالت في البيت هنا، لم يصعد حتى لا يكون فوق أبيه! حسنا، وأمه، هل يصعد فوقها!؟ يبدو أن أخانا الكريم نسي! لكن المساعدة هذه من عندي (بلاش!)، وهي: إذا قالت أبوك فوق السطح، فإنه (يلقطها!) فوق ظهره، و(يملخ!) جنوب الكهلة ويطلع بها معه حتى لا يتركها تحت فيأثم! وبعدين يعالجها في برج أحد المستشفيات! تذكرت كم لدي من الآثام عندما كنت أنام على سطح البيت سنين طويلة، في الطايف وأبي -رحمه الله- في البيت تحت لأنه -غفر الله- عاشق للدفء ويكره البرود حتى في الجدران، فما بالك تحت الناموسية! اللهم غفرانك! القصة الثانية: أحد السلف (من هم السلف، أنا على الأقل لجهلي لا أعرفهم!)، المهم أن أحد هؤلاء السلف رأى حية أو عقربا تسعى قرب البيت، فتبعها حتى دخلت جحرها، فأدخل يده فلدغته، وأفرغت سمها فيه، لكنه لم يدعها حتى قتلها! فسأله الناس ألم يخفك سمها!؟ فقال -يا رحمه الله ورعاه!-: ألا تدرون أن أمي تخرج هنا، وقد تؤذيها هذه الحيات والعقارب!! وهنا تذكرت كم عدد الآثام التي تحملها صديق كان يحب تربية العقارب والحيات، ووالده ووالدته في هلع عظيم! ولا يجرؤان على تصحيته لصلاة الفجر، وكنت -جهلا!- أغبطه، ولهذا أظنني شريك في إثمه!. ثالثا: أخونا الواعظ الطيب -الذي أظنه ينال مكافأة مجزية لا تتأخر مطلقا مثل باقي المتعاقدين مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، وكيف يؤخرونها فيأثمون!!-، لم يكتف واعظنا بهاتين القصتين المبكيتين اللتين بكيت منهما حتى ابتلت شاشة الجوال! بل ذكر قصصا أخرى، ولفرط سرعته وحماسه في سردها، -ما لحقت أسجل إلا هاتين القصتين!-، ودخل أذان الفجر في الحرم، فرحت توضأت وصليت، وأنا مشغول بقصص الواعظ الكريم!، حتى إنني لفرط خوفي من الإثم!، لم أحسب فارق التوقيت بين الصلاة في مكة وبين جدة، فاضطررت بعد أن تذكرت الفرق للذهاب إلى مسجد قريب، أعدت صلاتي مع إمامه، والإمام هذا هو الآخر -جلدنا بأكثر من نصف ساعة في ركعتين-، فقررت ألا أعود إليه مرة أخرى، فعندي مساجد كثيرة وقريبة والأهم أن أئمتها سمحون!. عدت بعد الصلاة، وأنا أفكر في قصص الوعاظ التي عرفناها في زمننا الحديث، مع بدايات ما سمي بالصحوة، قبل نحو أربعين سنة، وتصاعدت وكثرت وأمعنت، وأثخنت فينا، لدرجة أنني مرة في مناسبة عزاء -في القرية- في أحد وفاة -قتلا!- أبنائها الصغار الذي راح ضحية حادث عسكري في الشيشان أو جنوب الفلبين -نسيت الآن-، المهم أنني شممت رائحة المسك يفوح من قبره في أحد البحار أو المحيطات التي شهدت العملية العسكرية التي استشهد فيها!! لأن كل المعزين من شيوخ ما سمي الصحوة وطلبة علمها، كلهم شموا ذلك المسك، وقد كان معظم أولئك الحضور (الشميمة!!) آنذاك في سن أولادي أو أصغر، لكنهم كانوا في صدارة مجلس العزاء، ونحن وقوف نعطر أسماعنا وأنوفنا بعطر الشهداء المنداح الفواح في قريتنا وكل القرى حولنا!!. الأهم من كل ما مضى، وبعد ما سمعت هذه القصص الطيبة الهادفة لا شك عندي سؤال، ومبعثه جهلي، يقول السؤال: هل من يموت أبوه أو أمه يدفنه في قبر عادي تحت الأرض، فيصبح هو فوقهما، لأنهما تحت الأرض التي يمشي هو في مناكبها، أو يبحث عن أطول شجرة أو عمارة فيبني لأي منهما أو كليهما ما يليق بهما من علو، أحياء وأمواتا!!؟ إنني فقط أسأل لمعرفة الحكم حتى لا نقع -لا أنا ولا غيري- في الإثم! السؤال موجه للدكتور عوّاد العواد، وزير الثقافة والإعلام، لأنه بكل تأكيد سأل بدقة وتأكد عن دقة ما يبث، قبل أن يبث البرنامج، أو كلّف من يتأكد!! فهذا السؤال ليس من عندي معالي الوزير، بل ويشاركني فيه عدد من أصدقائي الألمان الذين اتصلوا يسألون بحكم إعجابهم وتقديرهم لأخينا العواد، وبالتالي أجمعنا كلنا (ألمانا وقينانا!!) بأن الإجابة عنده، ولا داعي والحال بهذه البساطة أن نزعج أخانا الواعظ الحماسي المؤثر، ونروح ندور له!! لا هو ولا أحد غيره من طلبة العلم الذين أثق أنهم -بكل فخر وخشوع- تابعوا البرنامج مثلي، وكانوا بذات الحماس يسمعون ويشاهدون ويتابعون -مثلي- أخاهم وأخي الواعظ في قناة السعودية، الذي من الواضح يقدم مثل هذا البرنامج كل يوم، ومثله كثير!!
نقلا عن الوطن

arrow up