رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

تضليل التنظيمات الثلاثة وكارثية هدفها: لماذا أذكركم بها

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

توقفت أمس عند تقرير صحفي نشرته «صحيفة الوطن» تحت عنوان (ترويج دعاة لجمعيات قطرية إرهابية يوقظ الشارع السعودي!!). التقرير الذي أعده الصحفي النابه خالد الصالح يوضح أمرين، أولهما: موقف هؤلاء الوعاظ من الأزمة مع النظام القطري، فبعضهم أعلن موقفه بعد مرور أكثر من عشرين يوما، وبعضهم صامت حتى الآن. وثانيهما: أن عددا من هؤلاء روجوا لجمعيات قطرية ثبت أنها تدعم الإرهاب، وبعضهم - قطعا - يعلم عن هذا الدعم! لا أريد أن أتهم أحدا بعينه، فهذا دور الجهات المختصة، لكني في ضوء هذا التقرير تذكرت أنني أعرف معلومات أكثر وأوسع مما ورد فيه، وهي معلومات تؤكد ضرورة التذكير بأمرين، سبق أن تناولتهما في مقالات عديدة خلال السنوات الماضية في صحف (الشرق، مكة، الوطن)، وهنا سأشير إليهما بقدر من التركيز والاختصار. أول الأمرين؛ أن السرورية التي ولدت ونشأت وترعرعت في المملكة، ومنها تفرعت وتفرعنت داخل المملكة وخارجها، هي تنظيم تغلغل في دول الخليج العربي باستثناء عمان، وفِي العالم، وهذا التنظيم أكبر وأخطر من تنظيم الإخوان المسلمين في هذه الدول، وكثير من تابعي تنظيم الإخوان في الدول الخليجية بالذات تحولوا إلى التنظيم السروري، فمع أن التنظيم الإخواني أسبق في الحضور والانتشار في ذات الدول منذ خمسة عقود تقريبا، إلا أن منسوبيه وعناصره ورموزه تضاءل وهجها أمام اشتعال وهج التنظيم السروري، فكان من الأجدى لتحقيق الهدف الأسمى للتنظيمين داخل المملكة بصفة خاصة كأولوية مطلقة الانخراط في سلك السرورية التي كانت أذكى وأدهى، حيث جمع التنظيم السروري منذ بدايته في النصف الأول من السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، بين التنظيم السري للإخوان كأساس وآلية لعمله وهدفه، وبين فقه السلفية التقليدية كثوب أو غطاء، وفِي ضوء هذا الذكاء والدهاء الواضحين، قام هذا التنظيم باستغلال جريمة جهيمان في الحرم المكي، واتخذ من مبررات جهيمان لجريمته باستشراء الفساد الأخلاقي والاجتماعي والعقدي، منطلقا لإقناع السلطات والقيادات السعودية بإغلاق أبواب الفساد - المزعومة !!-، وحيث تزامن ذلك مع قيام تنظيم الولي الفقيه باحتلال إيران، فقد وجد التنظيم السروري فرصته الذهبية لإطلاق ما سمي بالصحوة، إذ زعم التنظيم أنها الحل الأنجع لاجتثاث الفساد الأخلاقي والاجتماعي والعقدي -المزعوم!-، وقطع الطريق على طريق تنظيم الولي الفقيه الذي رفع شعار تصدير الثورة كمبدأ ثابت تصدر أهدافه التي تحولت إلى مواد أساسية في دستور التنظيم!!. نجحت خطة التنظيم السروري فانتشر وتوغل وكرس عناصره ورموزه - من خلال صحوته المشبوهة!!- في كل مفاصل وأركان مؤسسات الدولة الحكومية الرسمية، وفِي معظم الشركات والمؤسسات الأهلية، أما انتشاره وسيطرته على المدارس بكل مراحلها في الجانبين (البنين والبنات)، وفِي الجامعات (طلابا وطالبات) وفِي المساجد ومنابر الجمعة، ومدارس تحفيظ القرآن وحلقاته، وفِي القطاعات كافة دون استثناء أي قطاع مطلقا، فلا يمكن وصفه - في نظري - إلا أن كل الوطن أصبح تحت سيطرة هذا التنظيم المجرم الخطير الذي لا يقل إجراما عن تنظيمي (الإخوان المسلمين، والولي الفقيه) إن لم يكن تفوق عليهما من خلال تفريخاته التي توالد بعضها من بعض، وتلك التفريخات حتى الآن هي بالترتيب (السلفية الحديثة التي فرخت السلفية الجهادية، وهذه فرخت القاعدة التي انبثق عنها تنظيم داعش، وعدد آخر من تنظيمات الإرهاب المتطابقة مع داعش، والمنتشرة في دول كثيرة تحت مسميات مختلفة معروفة ومنتشرة في دول عدة!!)، وكل هذه التنظيمات الأساسية وما تفرع عنها تُمارس الإجرام باسم الدين البريء منهم وما يجرمون! الأمر الثاني: أن التنظيمات الإرهابية الثلاثة (الإخوان المسلمون، والولي الفقيه، والسروري) تتفق في نقطتين هما: تضليل الشعار، وكارثية الهدف، فأما تضليل الشعار فتأمل شعارات التنظيمات الثلاثة بحسب ترتيب تأسيسها، وستجد أنها تتخذ من الإسلام مطية توظفها في خداع الناس، وتلك الشعارات الضالة المضلة، وحسب ترتيب إعلان التنظيمات لتلك الشعارات، هي ((الإسلام هو الحل 1928، تصدير الثورة الإسلامية 1979، إقامة الخلافة الإسلامية 1992))، وكما هو واضح، فالتنظيمات الثلاثة مشتركة في استخدام الدين الإسلامي لتضليل الناس تحت مبرر صد الخطر (المتوهم!!) على الإسلام، في داخل العالم الإسلامي ممثلا في الفساد الأخلاقي والعقدي والسياسي المزعوم !! ومن الخارج ممثلا في الصهيونية والغرب!! التنظيمات الثلاثة تتفق في الهدف الكارثي ولكل منها آليته الخاصة في تحقيق الهدف المشترك، فأما الآلية فتقوم على استغلال الدين كغطاء سميك مقبول ومؤيد من المستهدفين المسلمين بفطرتهم، وذلك من خلال بث الرعب من ابتعاد الناس عما يخدش تدينهم !!، بل واتباع وممارسة ما يهدم الدين نفسه في نفوسهم !! وأهم من ذلك الخطر الداهم على مذهبهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!. تحت هذا الغطاء السميك البريء ظاهريا الموظف بخبث في حقيقته، يجري استقطاب الشباب وغسل عقولهم، وبالتالي تجنيدهم، وفي ذات الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة التجنيد وعمليات الإرهاب، جرى جهد مواز تمثل في الاجتهاد في التمويل تحت ذات الغطاء بحجج التبرع والدعم، فانهالت التبرعات - وبالذات في وطننا-على صناديق جمعها في كل شارع وسكة ومسجد ومدرسة ومؤسسة حكومية أو أهلية وفي جميع المسشفيات والبنوك، ولم يبق على التنظيم السروري خاصة إلا أن يعلق تلك الصناديق بدلا من صناديق البريد على أبواب المنازل في المملكة !! أما المنشورات الوعظية لاستدرار العواطف وشحذها وتحفيز الهمم للزهد في المال والتبرع به للجهاد والفقراء ودعم مشاريع الصحوة - الملغمة !! - ببراءة ودروشة تشعر الناظر إلى وجوه الداعين لها، وجامعيها بأن كلا منهم يستشعر لظى جهنم بين عينيه!! أما المشاريع - الملغمة!!- فإن ظاهرها خدمة القرآن والسنة ومن يحفظهما ويحافظ عليهما وينشرهما، وحقيقتها شر مستطير، وخطر عظيم !! على الدين وأهله وعلى أنظمة الحكم!!. حسنا. لماذا أذكر بهذين الأمرين، وقد كتبت عنهما، وكتب غيري -بعدي بزمن!- عنها، حتى أصبحت معروفة وواضحة ومكشوفة لكل الناس، وهذه المعلومات أصبح الشيخ غوغل يحضرها بضغطة زر!! إذن لماذا التذكير؟! غد أعلمكم.
نقلا عن الوطن

arrow up