رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

فيصلية سلمان وسلمانية الفيصل: حلم كل صباح

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

مساحة مشروع «الفيصلية» السكني والإداري الجديد بمنطقة مكة المكرمة، تساوي مساحة مدينتي مكة المكرمة وجدة مجتمعتين، وهو لا شك مشروع ضخم عظيم، وحالم، نعم حالم!، لكن منذ متى كان «دايم السيف» يحلم في ليله، ثم لا يترجم حلمه إلى واقع حي يتحدث عن نفسه قبل أن يصل فجر نهاره التالي إلى ظهيرته!؟، لقد حلم خالد الفيصل بالسياحة في عسير فاستيقظ الناس ليجدوا أبها قبلة السواح، وحلم بأهمية دور الإمارة في التنمية فرفع الخلق رؤوسهم عن وسائدهم ليجدوا إمارات المناطق تتنافس في القيام بهذا الدور، وحلم بصحيفة الوطن ففتح جمهور القراءة أعينهم ليجدوها صفحة جديدة في المهنة غير مسبوقة محليا وعربيا، وحلم بمؤسسة الفكر العربي فانتبه العرب ليجدوها كرنفالا سنويا للوعي واستدناء المستقبل وتنوير العقول بالواقع، ووجدوا تقاريرها السنوية أدق وأشمل من تقارير هيئة الأمم المتحدة عن التنمية في الوطن العربي، وحين جاء إلى إمارة منطقة مكة المكرمة، حلم باستراتيجية تنمية عشرية للمنطقة، وها هي تضيء بفضائلها ومشاريعها جميع محافظات المنطقة الصغيرة والنائية، فضلا عن قفزات مدنها الكبرى «مكة، وجدة، والطائف»، وحلم الفيصل بإحياء سوق عكاظ، وها هو احتفالية سنوية تمتد إليه الأعناق وتشرئب إليه النفوس!! هذا خالد الفيصل الذي قال منذ بواكير حياته: ما أحب أنا المركز الثاني.... الأول أموت وأحيا به، وقد كان فعلا وما زال يكون!!. ثم ماذا !؟ لا ماذا ولا هم يعددون !! أحلام خالد الفيصل يصعب إحصاؤها، فهي كثيرة ومتنوعة، وهي مرهقة متعبة، بل وأحيانا مزعجة، وعصية على التصور والتصديق!، لكن الفيصل يحلم أحلام العظماء الأسوياء، ويترجم أحلامه بأسلوب الجسورين الأقوياء، فأما العظمة فهي من وحي أبيه الملك الخالد في تاريخ البشرية، وأما الجسارة والقوة فهي امتداد لجسارة وقوة عبدالعزيز المؤسس وأبنائه الملوك من بعده، لكن خالد الفيصل الذي يعترف بفضل أولئك العظماء على تربيته وإلهامه، يتفرد بخصلة نادرة، فهو الشاعر المرهف وهو الرسام المبهر وهو القارئ النهم وهو المتواضع الكبير وهو الإداري الناجح وهو الحليم الثائر وهو الأمير «الأمير!»، وكل هذا توصيف لواقع يعرفه كل من عرفه في العمل أو مجلسه أو سفره أو إقامته، فهو هو يستحيل أن يخرج عن سمته المهيب وهيبته المتسامية أينما كان، كما لا أتذكر أنه مر يوم - وأنا من جلساء مجلسه المفتوح - من حياته دون أن يتحدث باعتزاز وفخر عن الوطن ماضيا وحاضرا ومستقبلا وحلما!، وعن المواطن فاعلا منتجا ومتطلعا واعيا وحالما!، وقدوة للعالمين أجمعين!. ولهذا كله، فإن مشروع «الفيصلية» الحلم، سيراه الناس وقد تحول من مجسم أسعد المليك، إلى واقع مجسد في الواقع يسعد شعب سلمان، ويمتع كل من يزور وطن المستقبل المتميز «سعودية الغد». هذا المشروع الضخم هو أحد مشاريع «سلمان بن عبدالعزيز»، ولذلك وبتلقائية أسماه الفيصل «السلمانية»، إلا أن عظمة وفاء سلمان أبت إلا استذكار مجد «الملك فيصل» ودوره في الحجاز، فأطلق اسم «الفيصلية» على المشروع، موضحا ومؤكدا تقديره الكبير للملك الراحل والأمير المتألق، حيث قال: «أنا شاكر للأمير خالد جهوده في مكة وتطوير المنطقة ككل، وهذه المدينة - الفيصلية - ضمن التطوير بين مكة وجدة، وليس غريبا عن خالد، فوالده الملك فيصل -رحمه الله - كان نائب الملك في الحجاز، وهذا دليل على اهتمام هذه الدولة بالحرمين الشريفين بمكة والمدينة». تفاصيل المشروع متعددة ومتنوعة ومبهجة، أما دعم الدولة واهتمامها بمنطقتي «مكة والمدينة» فهو أعظم وأضخم من أي وصف أو تأطير، إنه أكبر من الخيال سيما في الحرمين الشريفين وحولهما، لكن الواقع يتحدث عنه، وكل مسلم منصف حج أو اعتمر أو زار المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأخيرا فكل يوم والوطن يضيء الدنيا ويبهر العالم، ويتقدم نحو الكمال ويرتفع في سلم التحضر، والسلام على كل مواطن تأمل وأدرك قيمة ومكانة وفضل الوطن، وحلم له بنقلة حضارية كل صباح!.
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up