رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

هل اسمي قينان منذ الولادة: انسوا النفيسي والعودة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على كثرة ما ثرثر ويثرثر الدكتور عبدالله النفيسي في القنوات الفضائية، وعلى كثرة ما ادعى من بطولات وعلاقات وأسبقيات وما واجه من قصص في الشرق والغرب والشمال والجنوب، إذ لا تكاد تخلو بلد في الأرض من تشرفها باستقبال فخامته، وقراءته لمستقبلها وشرح ماضيها وتفكيك حاضرها، على كثرة كل ذلك لم يتحفنا بقصته في سجن الأحساء قبل نحو أربعة عقود!!، ولم يتطرق لها -حسب ما أعرف- لا كتابة، ولا كلاما، على الرغم من كونها طرفة نادرة، ومسلية وذات مدلول، والنفيسي كما تعرفون أبو النوادر التي لم تحدث إلا معه!! الدكتور سلمان العودة -وهو كما وصف نفسه- صديق حميم للدكتور النفيسي، هو الذي تجرأ واقتحم صندوق ذكريات النفيسي السرية، وكشف القصة الطريفة التي حين شاهدته يرويها، أعدتها للتأكد، وحين تأكدت تذكرت مشهدا تمثيليا ظريفا للممثل الكبير سعد الفرج وهو يقول: «ودي ودي أصدق بس قوية قوية!!» المهم أن أبا معاذ (سلمان العودة) وبكل ثقة يقول: قبل أكثر من ثلاثين سنة، كان يوجد شخص كويتي يعتبر أصغر أستاذ جامعي، وكان ممنوعا من السفر آنذاك، ويتوق (يتوق عميقة قوية للتعبير عن حاله وهي من عندي دعما للحدوتة!!) إلى مكة لأداء مناسك العمرة، فوجد من يقول له: لا تقلق نحن نوصلك، اركب واستمتع بالرحلة!!، -المقصود الذي فهمته هنا هو تهريبه من الحدود-، ولكن وهو المهم أن المجموعة وقعت بيد حرس الحدود السعودي، وحين سألوا الأستاذ الجامعي (الصغير!!) عن اسمه قال: عبداللطيف الفهد، ويعمل بائعا للأواني المنزلية في حراج الكويت!!، ومع أن الضابط ذكي، ونظر إلى نوع نظارته الأميركية، إلا أن هذا الضابط الذكي!!، لم -يعند ولا يدقر!!- عند ضرورة إبراز الهوية -أي هوية بطاقة أو جواز أو رخصة، أو بطاقة الجمعية أو العمل!!- وإنما اكتفى بما قاله الأخ عن اسمه، وأودعه سجن الأحساء، وبعد شهور أو سنوات أو عقود أو قرون -أخونا العودة لم يوضح!!- افتقده أبوه، وجاء يبحث عنه، فأنكر القوم -رجال الأمن السعوديون- أن يكون لديهم أو حتى يعرفونه -مع أنه صغنون وباين عليه النبوغ!!-، وبعد بحث في السعودية -السعودية ذي كانت صغيرونة ذيك الأيام بس شدة الحر خلاها تتمغط وتتمدد بعدين!!- قال: ابني لديكم وأبرز لهم صورة، ولحظتها صاح رجال الأمن السعوديون من كافة المناطق، وهم يشيرون بأصابعهم إلى رجال أمن سجن الأحساء: عندهم، عندهم، عندهم!!، فاعترفوا بوجوده!!، لكنهم ذهلوا، وقالوا بصوت واحد متهدج: هذا يا خال.. اسمه عبداللطيف الفهد، وليس أستاذ الجامعة (الصغير!!) عبدالله النفيسي، وأمام إصرار الشايب، صدقوه، وراحوا للزنزانة (الزنازين ذيك الأيام كانت مكيفة وصغيرات، وأكبر وحدة يا دوب هذا الأستاذ الصغير ينسدح فيها واقفا!!)، والطريف أنهم لم يدققوا، ولا حاسبوه على التزوير في اسمه، ولا سألوه مجرد سؤال، وإنما قالوا له: انطلق راشدا إلى حضن أبيك ونلقاك في تزوير آخر يا سيد نفيسي!!. وهنا انتهت القصة، وبدأت الأسئلة في دماغي، لكني تعوذت بالله من الشيطان الرجيم، ووساوسه، وقررت أن أتوجه مباشرة إلى مدير الأمن العام، ومدير عام حرس الحدود، ومدير عام السجون في المملكة، وأسألهم السؤال التالي: قبل أكثر من ثلاثين سنة هل كان لدى السعوديين هويات؟! وهل كانت فروع إداراتكم -ذيك الأيام!!- تدقق و- تنشب!- عند إبراز الهوية، وإلا كنتم تقبلون من الناس أي كلام يقولونه؟ ثم هل ربعنا في الكويت كانوا إذا منعوا أحدا من السفر يسحبون هويته ويخبونها في قصر دسمان؟! وكيف هذا الرجل لقطتموه من الحدود وسجنتموه في الأحساء من غير التثبت من هويته؟! ثم ما هذا التسامح عندكم عندما اكتشفتم أنه مزور!! خليتم سبيله دون سؤال واحد، وهو لماذا كذب وزور اسمه؟! قبل أكثر من ثلاثين سنة، يعني ممكن تكون أربعين، مع أن هذا التاريخ (أكثر من ثلاثين!) هو وقت رواية النفيسي للقصة ونفثها في روع صديقه سلمان العودة، يعني أنها حدثت قبل ذلك بمدة سمحت بأن تحيلها إلى طرفة!، فهل حدثت في عام 1979، مثلا، أو بعده بسنة أو أكثر، بمعنى هل للقصة علاقة زمنية بجهيمان وجماعته عندما اقتحموا الحرم المكي، أو الخميني وربعه عندما اقتحموا طهران؟! أنا أسأل فقط، لأن القصة غريبة ولن يقضي عليها وقد انتشرت بين الناس إلا كبار الضباط الذين عاصروا تلك الفترة أو قرؤوا -على الأقل- سجلاتها وتاريخها، وللحق فأنا لا يهمني النفيسي ولا غيره، أنا يهمني اسمي، هل كنت (قينان الغامدي) منذ طفولتي قبل أكثر من أربعين سنة؟! وإلا كانت الأسماء (على قفا من يشيل!!) تتغير وتتبدل، ولا أحد يسأل، لا إثباتا ولا نفيا، ومع كثرة الخيارات (الاسمية!!) وسهولة التبديل والتغيير، ارتبك أهلي فلقطوا لي هذا الاسم!! أسأل لأطمئن على اسمي، وانسوا النفيسي وسلمان العودة، فالحكاية مجرد تفكه، وقد طال زمن التفكّه علينا، لكن أمر الله من سعة له الحمد والشكر!!.
نقلا عن الوطن

arrow up