رئيس التحرير : مشعل العريفي

كاتب إماراتي: هل انتهى مجلس التعاون الخليجي؟.. هذا هو أسوأ سيناريو محتمل!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب الإماراتي عبد الخالق عبدالله أن مجلس التعاون الخليجي ليس في أفضل حالاته، وسيدخل عام 2017 التاريخ كأحد أسوأ الأعوام بالنسبة للمنظومة الخليجية التي تمر بمنعطف في غاية الصعوبة، بل هو الأخطر منذ تأسيس المجلس في مايو/أيار 1981 إلا أنه لا ينبغي على أحد أن يندفع ويستنتج أن أزمة قطر التي ستدخل قريبا شهرها الرابع تعني نهاية مسيرة تعاونية واندماجية خليجية ممتدة منذ نحو أربعة عقود.
اندلاع أزمة قطر
وذكر الكاتب في مقال منشور له "CNN" منذ اندلاع أزمة قطر في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، عندما قررت أربع دول عربية هي السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وفرض عقوبات اقتصادية عليها بتهمة دعمها وتمويلها للإرهاب ونشرها خطاب التطرف والتحريض، والكل يطرح السؤال المشروع والقلق: هل انتهى مجلس التعاون الخليجي؟ وتابع: الإجابة السريعة على هذا التساؤل الذي يزداد الحاحا مع استمرار أزمة قطر هي بكل تأكيد: كلا. فلا ينبغي على أحد أن يندفع ويستنتج أن أزمة قطر التي ستدخل قريبا شهرها الرابع تعني نهاية مسيرة تعاونية واندماجية خليجية ممتدة منذ نحو أربعة عقود.
الانقسام والتوتر
وأضاف لا شك أن مجلس التعاون الخليجي ليس في أفضل حالاته، وسيدخل عام 2017 التاريخ كأحد أسوأ الأعوام بالنسبة للمنظومة الخليجية التي تمر بمنعطف في غاية الصعوبة، بل هو الأخطر منذ تأسيس المجلس في مايو/أيار 1981. ما يمر به المشهد السياسي الخليجي من توتر وانقسام يدعو للأسف والإحباط، ولا يمكن إنكار أنه من صنع دوله، خاصة قطر التي كانت دائما تغرد خارج السرب الخليجي، واصبحت الآن متهمة بتمويل وإيواء الإرهاب. وقال أن حالة الانقسام التي وقعت في الخامس من يونيو/حزيران أثّرت سلبا على صورة المجلس، كما عطلت نشاطاته وجمدت اجتماعاته وزعزعت تماسك دوله. بل امتدت لتلامس النسيج الاجتماعي الخليجي الذي كان دائما بمنأى من الخلاف السياسي الخليجي. الآن أصبحت المنظومة الخليجية - التي كانت نموذجا للاستقرار - متخمة بالتوترات التي لا تلوح في الأفق أي نهاية لها.
حافة الهوية
وأردف المنظومة الخليجية السداسية بلغت حافة هاوية غير مسبوقة، تنذر إما بفقدان أو تجميد عضوية قطر التي هي من الستة الدول الأعضاء المؤسسين للمجلس. وعلى الرغم من تأكيد قطر الرسمي أنها لا تنوي الانسحاب من مجلس التعاون، أصبح احتمال عزلها واردا، ويتم التفكير في صيغة قانونية لتجميد عضويتها بجدية تامة في عدة عواصم خليجية. واستطرد قائلاً "لكن هذه المستجدات السلبية في المشهد السياسي الخليجي ليست في حد ذاتها كافية لطرح السؤال التالي: هل انتهى مجلس التعاون الخليجي؟ ذلك أنه حتى في أسوأ السيناريوهات، إذا انتهى حال مجلس التعاون الخليجي المكون من ست دول حاليا إلى أن يصبح مجلسا مكونًا من خمسة أعضاء، أي أن يكون مجلس التعاون الخليجي بدون قطر مؤقتا، سيظل مجلس التعاون قائما كمنظومة سياسية وأمنية فاعلة ومستمرة.
مجلس من 5 أعضاء
وتابع لا شك أن مجلس تعاون خليجي مكون من خمسة أعضاء سوف يكون انتكاسة للوراء بالنسبة لمشروع الاندماج الخليجي الذي اعتبر حتى وقت قريب النموذج الاندماجي الإقليمي الوحيد الناجح في المنطقة العربية. ومع ذلك، إن كانت النتيجة النهائية لتجميد عضوية قطر هي مجلس تعاون خليجي خماسي، فإن هذا لا يعني نهاية العالم، والمؤكد أنه لا يعني نهاية منظومة خليجية عمرها 37 سنة.
أسوأ سيناريو محتمل
وأشار إلى إن أسوأ سيناريو محتمل هو مجلس تعاون خليجي بدون قطر، وليس بالضرورة تفكك مجلس التعاون. ومن المحتمل أن يثير مجلس تعاون بدون قطر مشاعر سلبية واستياء في كل من عُمان والكويت. لقد تحملت الكويت مسؤولية القيام بدور الوسيط، لكنها لن تنسحب أبدًا من مجلس التعاون. أما سلطنة عمان، وعلى كل ما تحمله من انتقادات مشروعة على أداء مجلس التعاون، إلا أن مصالحها الوطنية تدفعها للبقاء ضمن المجلس في كل الأوقات خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الراهنة. لذلك فإن احتمال تفكك مجلس التعاون الخليجي مستبعد تمامًا. وتابع: لكن من المحتمل جدا أن تؤدي الخلافات الخليجية المستعصية إلى مجلس تعاون خليجي بخمس دول، الذي سيكون مقبولا وبديلا وربما بنفس جودة مجلس التعاون الخليجي الذي كان مكونا من ست دول. وبقدر أنه لا يمكن استبعاد سيناريو مجلس تعاون خماسي، فان مستقبل مجلس التعاون سيعتمد على قوة ومتانة محور السعودية الإمارات، فهاتان الدولتان تمثلان العمود الفقري للتعاون الخليجي.
المكالمة الهاتفية
وقال في النهاية سيستمر مجلس التعاون، وسوف تنتهي أزمة قطر عاجلاً أم آجلاً، فعودة قطر إلى السرب الخليجي كانت على بعد اتصال هاتفي واحد فقط. إن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين أمير قطر وولي عهد السعودية تعتبر دليلًا كافيًا أنه مهما ابتعدت الدول الست الأعضاء عن مجلس التعاون الخليجي، يمكن حل أسوأ وأخطر الأزمات خلال اجتماع ودي مدته ساعة واحدة بين اثنين أو أكثر من قادة الخليج، حيث تُسترجع الأخوّة بين دول الخليج من جديد وكأن شيئا لم يكن.
وتابع: لذلك من السابق لأوانه القول إن مجلس التعاون الخليجي انتهى، وحتى طرح مثل هذا السؤال. فالمجلس لم ينته مهما أراد المشككون له ذلك ومن الواضح أن أزمة قطر تشكل نصف خطوة للوراء، لكن لا زال المجتمع الدولي ينظر بتقدير إلى مجلس التعاون الخليجي، وتبدو العواصم العالمية وكأنها أكثر حرصا على بقائه واستمراره واستقراره من بعض العواصم الخليجية.
وانهى مقاله قائلا "إذا عدنا إلى تاريخ مجلس التعاون، التوتر الراهن في المشهد السياسي الخليجي، والذي يمكن أن يستمر حتى موعد انعقاد القمة الخليجية السنوية في ديسمبر/كانون الأول 2017، سوف يتم علاجه واحتواؤه، وسيثبت مجلس التعاون أنه جاء ليبقى ويتحول من مرحلة التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد الخليجي".

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up