رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

كل السينما العربية فيلم واحد!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عرضت قناة (بي بي سي عربي)، مدري (فرانس 24)، مدري (dw) دعاية لفيلم عربي غريب غراب؛ فرغم أنه قديم، صوّرت جميع أحداثه في حقبة الثمانينات الميلادية، إلا أنه حديث لم يعرض إلا سنة (2013)!! وكان جاهزاً للعرض منذ (2008) لكن البطل الحقيقي لفيلم (الفيلم) وهو الزعيم الرمز الخالد، كان ما يزال في السلطة! ولم يكن الخوف منه؛ فكل الطغاة يستمتعون برُغاء وثُغاء وجعير الضحايا تحت سياطهم، ويوقِّعون أوامر الاعتقال والتعذيب والإعدام كما يوقع (رياض محرز) أوتوغرافات المعجبات!! ولكن حرس الرقابة هو الذي كان خائفاً أن يكشف (الفيلم) لهيبة فخامته: أن إعلامه الرسمي هو الذي كرس في الجماهير بغضه، وبغض حرمه المصون، وعياله (الأمامير)! وذلك بوضع صورته دائماً في مخافر الشرطة، ويتم إهانة المتهمين وضربهم، وكأن فخامته يصر على أن يشرف بنفسه على سحق الشعب في كل مكان، وفي كل فيلم أو مسلسلة!
والسيناريو الموحد الذي رصده مخرج (الفيلم) اللبناني ـ واسمه جورج، أو طوني، أو فادي ـ يتكون من مشاهد ثابتة، تتكرر في كل فيلم عربي مهما كان موضوعه، ولا يُميز بين عمل وآخر إلا بالتقديم والتأخير بين المشاهد!
واسترجع أفلام المقاولات التي علقت في مخيخك الأيسر، وستعرف أنه إذا بدأ الفيلم الأول بقصة حب (اتنين مخطوبين من أيام الهكسوس ومش لاقيين شقة.. شقة إيه يا راجل؟ قول يا رب برج فوق السطوح من رواية يوسف المحيميد (الحمام لا يطير في بريدة)! أين وصلنا؟ آه.. فإن الفيلم سينتهي بسجن العريس؛ لأنه اضطر لترويج المخدرات!! وهنا يبدأ الفيلم الثاني بمعركة بـ(النبابيت) بين فتوات رجال المخدرات! يقوم البوليس الذي لا يقهر بتفريقها وإخراج العريس إياه، حيث لم يعرف البوليس نفسه أنه (برئ يا سعادة البيه) ـ كما تتوسل عروسه المكلومة يا حبة عيني، وهي (لا بسة من غير هدوم)؛ على رأي عادل (إمام المهرجين العرب): طب قول لي أصرف على نفسي منين يا حضرة القاضي؛ وانتوا حابسين خطيبي ظلم؟!
وتفسيراً لسهولة إنتاج فيلم حديث بالمونتاج (القص واللصق) بين مشاهد أفلام قديمة؛ لم يجد المخرج غير فرضية أن كاتب السيناريو واحد لكل الأفلام والمسلسلات العربية؛ بما فيها مسلسلة (الأخبار) المكسيكية!!
نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up