رئيس التحرير : مشعل العريفي
 كوثر الأربش
كوثر الأربش

السعوديات خلف المقود وأمام التمكين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الطفل حين يحاول الوصول لما يريد قد يحطم بقية الأشياء، الكبار لا يفعلون ذلك. إنك ستبذل جهدك حين تحاول الوصول لكوبك المفضل من الخزانة أن لا تحطم بقية الأواني. هذا هو النضج بكل دقة. المعنى هو أنك حين تصبح ناضجًا تمتلك تلك النظرة الشمولية التي تجعل كل الجوانب بنفس الأهمية، على نقيض الجاهل أو الصغير، صاحب النظرة المحدودة، الصغير الذي لا يرى إلا أشياءه، عداها، لا يهم. النظرة الشمولية لا يمتلكها إلا بعيدو النظر. إن كنت أبًا، عبارة «الوقت المناسب» ستُغضب أطفالك، قد يشكون بنواياك، وأنك لن تفعل. لكنها عبارة مهمة لرواد الأعمال والقادة وأصحاب القرار، لأنهم ينظرون للصورة كاملة، يَرَوْن الأجزاء التي تغيب عن الصغار وقصيرة النظر. وهذا قد يجعلهم يغضبون ويشكون. لكن في النهاية سيحدث ذلك في الوقت المناسب.
الْيَوْمَ، ستجلس السيدات خلف مقود السيارة، ذاهبات لشؤونهن وأعمالهن كما يفعل أخوهم الرجل، هكذا وبشكل طبيعي وهادئ. يحدث هذا، لأن المجتمع أصبح جاهزًا، الثقافة العامة للبلاد آخذة في التقدم، والتحضيرات الأمنية على أعلى درجة من الجاهزية. الأهم من هذا كله «الوعي» الذي أدى بأفراد المجتمع للنظر للمرأة كإنسان كامل الأهلية، الوعي الذي قاد المرأة للنظر للحقوقها كفراغ لا بد من شغله لتصبح حياتهن أكثر سلاسة وقدرة، ليس مجرد كماليات وأدوات تفاخر أو أوراق ضغط..
ستقود المرأة الْيَوْمَ، يوليو 2018، لأنه التوقيت المناسب، المسافة الصحيحة التي تؤدي للهدف دون تحطيم بقية أشيائنا. هذا ما لم يفهمه بعض المطالبين بالقيادة سابقًا، وبعض المغرضين من الخارج الذين استخدموها كورقة ضغط سياسية.
إنه درس عظيم علينا الاستفادة منه للمستقبل، أن التغييرات الكبرى والأهداف العظيمة لا تُؤخذ بسفاهة وعنف وعدم مسؤولية. إنك إن رغبت بالعبور في طابور، ليس من اللائق اختراق الناس وضربهم بأكتافك للوصول. التروي والوقت واحترام النظام، أحد أهم سمات الناضجين.
ختامًا:
- أبارك للأسرة السعودية، حضور قائد ومسؤول جديد مكتمل الأهلية، يقف بإزاء الرجل لخدمة أفرادها. الوقوف على قدمين يخفف ضغط الجسد لو كان واقفاً على قدم واحدة.
- أبارك للمرأة السعودية، هذا الوعي، بأنها بالقيادة ستتقدم خطوات واسعة في التمكين والقوة التي تمكنها من بلوغ أهدافها ومطاردة أحلامها وخدمة أسرتها وبلادها.
- أبارك لقادة بلادي هذا الحدث الكبير والتاريخي.
نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up