رئيس التحرير : مشعل العريفي
 كوثر الأربش
كوثر الأربش

في معنى «مُسالم»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

1 هذا ليس مقالاً، إنه قصيدة أتدري كم تفوت على نفسك من الصفاء حين تنشغل بمطاردة الآخر؟ كم المساحة الحرة في دماغك تتحرر حين تقوم برمي النفايات خارجه؟ لماذا تتعجب؟ الكراهية نفاية، بمعناها الحرفي، أكنس روحك.. الآن 2 قال قريبي الذي في الغربة، الذي يصور في «سنابه» الحياة، الشوارع، الأطفال، المهرجانات، المطر، العابرين السعداء، قال: اشتقنا للبلد، أحبها، لكني ما اشتقت للبعض. ثم، سأل، كما لو كان يحدث نفسه: لماذا لدى البعض كل هذا الكم من الكراهية والعدائية؟ قلتُ: لأنهم لم يتعلموا الحُب، لو شعروا به بغتة، جلدوا ذواتهم، كما لو أنهم ارتكبوا ذنبًا عظيمًا. 3 قل لي، ما الذي في الحياة لا يستحق الحب؟ قالوا قديمًا: كن جميلاً، ترى الوجود جميلاً. لا عليك منهم، كن ما شئت، حزينًا، محبطًا، يائسًا.. كل الهموم تأكل صدرك.. وستجد الحياة جميلة. لا تنتظر أن تتحسن الأمور تمامًا، لأن هذا لا يحدث، لن يحدث صدقني. 4 الطفلة التي تعبر أمامك في الطريق، الطفل النائم بكل طمئنينة على ذراع والدته في المطار، الأطفال الذين يسيرون في طابور سعيد، سعيد جدًا، خلف معلمتهم، في رحلة المدرسة.. الطفل الذي يلبس شماغًا، ويركب في المقعد الأمامي وقت نزول والده لشأن ما، الطفل الذي يحاول أن يكون كبيرًا.. كل هؤلاء الكائنات الحلوة من حولك ولا تكون الحياة جنة؟ 5 كان طريقك مشرقًا، تسير لأهدافك بسلاسة، حدث شيء ما، ربما فاجعة أو مصيبة، لا بأس.. أذرف ما شاء الله لك من دموع. اغرق.. اغرق، ثم ادفع الأرض بقوة وعد للسطح.. هناك طرق مشرقة أخرى بانتظارك. 6 إنه لا يشبهك! مختلف، لباسه، لهجته، عاداته، قناعاته، ملامحه، لون جلده.. ما المشكلة الخطيرة في هذا؟ هل تغير لون السماء؟ هل هربت الشمس؟ نقصت ساعات يومك؟ هبطت على رأسك مجرة؟ قل لي فقط حبا في الله قل! 7 ابن عمي توفي قبل أيام، رحمه الله، وعظم الله أجور الأقرب.. نزل ليصلح عجلة السيارة، زوجته في مقعد الراكب، شاحنة دهسته كليًا. الكل حزين، والخبر مفجع. قالوا لي: ثلاثة رجال كانوا هناك، حاولوا مساعدته، اثنان تعرضوا لإصابات خطرة. وواحد كان أقل تضررا. الثلاثة كانوا من المذهب الآخر.. وهنا الإشراق. 8 هذا ليس مقالاً، إنه قصيدة هل حررت دماغك؟ هل قمت برمي النفايات خارجه؟ لماذا تتعجب؟ الكراهية نفاية، بمعناها الحرفي، اكنس روحك.. الآن
نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up