لهذا السبب يموت (المُتقاعد) باكراً !؟

بعد أن يبلغ الموظف من العمر عتياً وقد أمضى زهاء أربعون عامًا في العمل وحينما يُحال للتقاعد إذا به يستلم مهنة أكثر رهقًا ومشقة (السواقة) فيتكفل كافة المشاوير ـ مدارس ـ جامعات ـ مقاضي ـ فضلاً عن مشاوير الزوجة والتي تتكاثر تزامنًا مع تقاعد زوجها ! فالمتقاعد يصبح والحالة هذه كمن يقطع مسافة سباق "المارثون" ركضًا وبعد أن يتنفس الصعداء يقال له على الفور أعد الكرة مجددًا ! بطبيعة الحال لا أقصد المتقاعد الذي ليس لديه أبناء كبار ومحدود الدخل لا يستطيع جلب (سواق) بل أقصد الذي لديه أبناء شباب يقضون جُل أوقاتهم باللهو والسهر وينامون أثناء النهار دون أن يرف لهم جفن بوالدهم الذي أفنى شبابه ليوفر لهم العيش الكريم ! ألا يستحق بعد العناء والشقاء لبصيص من الراحة والتفرغ لهواياته ونقاهته أولم يحن الوقت لإراحة كاهله ما تبقى من عمره !؟ المُفارقة العجيبة أن الزوجة كثيرًا ما تكون السبب في إشغال الزوج وتريح الأبناء على حساب إجهاده بحجة أنه مُتقاعد فاضي ولتضمن ألا يفكر بأشياء أُخرى وهي الغاية التي في نفس يعقوب ! السؤال الوجيه والمُلح : متى يتقاعد (المتقاعد) !؟