رئيس التحرير : مشعل العريفي

لهذه الأسباب تحالفت إيران الخمينية مع حافظ الأسد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد :كشف كتابٌ صادر حديثاً، عن الدوافع الخفية التي كانت وراء تحالف إيران مع حافظ الأسد ، ثم استمرار هذا التحالف مع ابنه بشار الذي خلفه في الحكم بعد وفاته في عام 2000.
وجاء في كتاب "حافظ الأسد بين الواقع والأسطورة" للدكتور مصطفى عبد العزيز مرسي، والذي شغل سابقاً، منصب سفير مصر لدى سوريا، أن هناك خلفيتين للتحالف الذي جمع ما بين حافظ الأسد و إيران، تجعل لكل طرف منهما دافعاً خاصا لقيام هذا الحلف الذي لا يزال مستمراً إلى الآن.
تخطيط إيران لموطئ قدم عبر "حزب الله"
أمّا عن دوافع إيران لتحالفها مع حافظ الأسد، فأجملها المؤلّف بـ"توفير منصّة انطلاق للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية". شارحاً الأمر بأن إيران كانت "تخطط لإيجاد موطئ قدم وقاعدة انطلاق سياسي في المنطقة العربية، عبر القاطرة السورية". ومن خلال رعاية طهران "تأسيس حزب الله اللبناني" مما يؤمّن لإيران "دعم المنهج الفكري الخميني " عبر إمداد الحزب المذكور "بالسلاح والمال". على حد قول المؤلف.
وبعد تأكيده بأن إيران استخدمت "حزب الله" كأداة سياسية في لبنان، يؤكد مؤلف الكتاب أن طهران مارست في بيروت ما سمّاه "دبلوماسية الرهائن" لأن "قادة إيران" رأوا في احتجاز الرهائن "وسيلة للمقايضة للحصول على صفقة أفضل".
وتأتي محاصرة الرئيس العراقي السابق صدام حسين والسعي لإسقاطه، سبباً ثانياً لتحالف إيران مع حافظ الأسد، كما يشير المؤلف.
وينقل الدكتور مرسي أن بعض الكتّاب يميل إلى "إعطاء اعتبار خاص للبعد الديني المذهبي" كأحد حوافز التقارب بين سوريا وإيران. ثم ينقل في مكان آخر، ونقلاً عن "تقدير البعض" أن "الرابطة المذهبية في النهاية كانت الأقوى والأكثر ثباتاً" في فهم تحالف إيران وحافظ الأسد. إلا أن المؤلّف يرجّح أن البعد المذهبي في العلاقة ما بين إيران وحافظ الأسد "فيه بعض المبالغة". لكنه لم ينف وجوده، أصلاً. على اعتبار أن الأسد كان يوظّف هذا التحالف "في الحفاظ على نظامه".
نظام الولي الفقيه يتشابه ونظام الأسد
ويخلص المؤلف إلى القول إن هناك تشابهاً بين النظامين، في سوريا وإيران الخمينية. فالنظام الإيراني "نظام سلطوي شعبوي". ويضيف المؤلف: "وبدوره نظام حافظ الأسد أنشأ نظاماً سلطوياً شعبياً". وأن النظامين "يتّسمان بالشمولية". وأن هذا التشابه "يسّر اتخاذ القرار المتعلق بتوثيق الروابط بين النظامين". خصوصاً أن النظام الإيراني "سلطة القرار فيه مركّزة في يد الولي الفقيه "، مثلما كانت تتركز السلطة "في يد" حافظ الأسد. تبعاً لمقارنة المؤلف.
وبعد أن يجمل المؤلف كيف بدأت "مسيرة النفوذ الإيراني في لبنان" والتي كانت "من مهام الحرس الثوري"، يتساءل: "هل كان موقف حافظ الأسد من التمدد الإيراني المتواصل في لبنان عبر حزب الله، خطأً في التقدير السياسي أم أنه كان تعامياً متعمداً عن هذا الواقع؟".
ويكشف المؤلف في كتابه الذي صدر عام 2017 في القاهرة، عن "الدار الدولية للاستثمارات الثقافية" أن سوريا أصبحت "ساحة تتقاسم فيها إيران والميليشيات النفوذ والسلطة مع النظام السوري الحاكم في عهد بشار الأسد". مؤكداً أن إيران استخدمت ما سمّاه "عنصر التقية السياسية الكامنة في السياسة الإيرانية" بالتخطيط لوضع "أسس وقواعد لنفوذها في لبنان" وأن هذا "الوجه الحقيقي للسياسة الإيرانية" بدأ ينكشف "في المنطقة العربية في مرحلة لاحقة". على حد تأكيده.
الأسد دعم الخميني مع أن الشاه أقرضه 150 مليون دولار
ويذكر المؤلف أن حافظ الأسد كان سبق ووجّه دعوة للخميني للإقامة في سوريا، بعدما غادر العراق، إلا أنه فضّل الذهاب إلى فرنسا. على الرغم من أن إيران الشاه كانت قد أعطت الأسد قرضاً بقيمة 150 مليون دولار أميركي، بعيد حرب تشرين/أكتوبر عام 1973.
الدوافع الإيرانية الحقيقية لتحالف طهران وحافظ الأسد، كانت جزءاً من الكتاب الذي خُصص للحديث عن حافظ الأسد وعصره وكيف تعامل مع شعبه، حسب الكتاب الذي جاء بقسمين أولهما "حافظ الأسد ومسيرته وشخصيته.. استيلاؤه على السلطة وأساليب حكمه"، وفيه سبعة فصول. وثانيهما بعنوان "حافظ الأسد وسياساته العربية والإقليمية والدولية"، وجاء بستة فصول.
ويأتي هذا كله بعد فصل تمهيدي يقدم فيه لمحة عن مكونات الشعب السوري وأقلياته، كالعلويين والدروز والأقلية الكردية والأقلية الإسماعيلية والأقلية الأرمينية.

arrow up