رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

لَقّنّي يا:«معلّم»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أنّ تأتيَ متأخراً لتقولَ ما قد قيل من حِقبٍ فأنتَ لم تفعل سوى أنّك قد أردتَ أن تنفذَ بجلدِكَ من «ورطةٍ» قد «تدبّسَها» الذين جاءوا من قبلِك ذلك أنّ في كلّ ما ورِثته من التّركةِ «مضروبٌ» ويَشي بأنّ ثمّةَ «فشلاً» يترصّدكَ عند عتبات «الوزارة»!
اركض برِجلك فإنّ كلّ ما حولك «سَبِخةً» وإنّ الانزلاق على طِينتِها أقربُ إليك من حبل الوريد!! ولنا في»التّلقين» حياةٌ أتريدُ أن نقتصَّ من «آبائنا» ونحن على آثارهم مهتدون. ولئن سألتَ «المُعلّمين» مَن خلقَ فيكم «التّلقين» ليقولُنَّ: سَلوا «الدكاترةَ» الذين جعلوا من «البّبَغاء» لنا أسوةً «سيئة»! فلا تلومونا ولوموا «أنفسكم» كذلك كنتم مِن قبلُ فَمَنّ الله عليكم بـ«الابتعاثِ» وعُدتم خلقاً آخر.!!
كاد «المعلمُ» أن يكون «مُسجّلاً» أفتستكثروا على التلامذةِ أن يكونوا «أشرطةً»! إنّ هي إلا عمليةُ «تدويرٍ» نُعيد فيها إنتاجَ «تخلّفني» ثم لا نلبث أن ننتقدَ مَن بأيدينا قد صنعناهم.. مالكم كيف تحكمون؟! وما من أحدٍ قد تجشّمَ وعورةَ غي «المنهج التلقيني» فسلك سبيل الرّشد في «تثوير العقول» إلا عاقبته «الوزارة» فوجدَ نفسه و «الرجيم» في خانةٍ واحدةٍ ليس له من ذنبٍ قد اجترحه سوى أن قال في وجه «التلقين» صارخاً (لا) فكان جزاؤه أن كان من المدحضين.
آلآنَ يا «العيسى» جئتَ تقولها أو لم يهدكَ «كتابُك» الذي ألّفت من قبلُ.. أو لم يهدكَ إلى أنّ «المعاني» أولى من «المباني» وأنّ الدافع عن نفسه «مظلمةً» يعلم أنها تقع بغيره.
أعذبُ الألفاظِ قولي لكَ خُذْ
وأمَرُّ اللفظِ نُطقي بلعَلّْ
إنّه فلسفةُ أخذ «الحيطة» بقولك – أثناء أي تصريحٍ – لعلي أفعل.. أو لعلي أستطيع ونحو ذلك من العبارات (المُحيّرة) التي من شأنها أن تُبقيك خارج حلّبة صراع نقض ما أبرمته من تصريح وحينها لن تحتاج لقولك: لربما أنّ الإخوة لم يفهموني بعْد!!
لكلّ داءٍ دواءٌ يُستطبُّ به
إلا «التصاريح» أعيتْ مَن يُداوِيها!!
لا جرمَ أنّ «التلقينَ» إرادةٌ يكمنُ خلفها «قرارٌ» وليس ينفعُ في نقضه الاشتغال بسبّه/ وهجائه إنما النجاعةُ في نقضه لا يُمكن أن تتحقّق إلا بـ»قرارٍ» ممهورٍ بتوقيع وزيرٍ قد أدرك حجم جِناية «التّلقين» في أهمّ أضلاع مستقبل هذا «الوطن» وليس أهم أضلاع المستقبل غير ذلك «الإنسان» الذي يصوغه «التعليم» بالكيفيّة التي يشاؤها.. وبداهةً أنّ من شاء معرفة مستقبل أي «وطن» فلينظر إلى «التعليم» كيف يُدير وكيف يُدار. ولئن نسيتُ شيئاً فلن أنسى ما يلي:
* لسائلٍ أن يسأل: أو ليس الاكتظاظ الطلابي على هذا النحو العشوائي وانحشاره تالياً في أمكنةٍ هي أضيق من الضيق نفسه لم يدع للمعلم من خيارٍ غير «المنهج التلقيني» الذي يتناسب وهذه الوضعية؟!
* إلى أيّ مدىً يُمكن معه الجزم على أنّ الأجيال المميزة ممن تشهد لهم الدولة بالكفاءة العالية في إدارة مرافقنا «الحكومية».. أؤكد ثانية: إلى أيّ مدىً يمكن الجزم معه بأنّ هؤلاء الممميزين – من الأجيال القديمة – كانوا من نتاج تعليمنا الذي نصمه بأنّه كان «تلقينياً» وبامتياز؟! المؤكد أنهم لم يأتونا من كوكبٍ آخر!
* قال ثانٍ: وليس من ريبٍ في أنّ أعدادهم – أي المميّزين – ستكون أكثر بكثيرٍ لو أنّنا لم نعوّل – فقط – على منهج « التلقين» في العملية التعليمية!
* أضاف ثالثٌ بقوله: وما يدريكم لعلّ من تتحدثون عنهم من الأجيال القديمة «المميزة» كانت تمتاز بذكاء فارط وبموهبة ربانيّة ما يعني أنّ ما نراه فيها من تمييز/ ونجاح نتاج أسباب فطريّةٍ وليست مكتسبة! ولعلّهم سيكونون أكثر تميزاً/ وكفاءة لو اكتفى آباؤهم بتعليمهم داخل البيوت!!
* وأخيراً يمكن القول: هي ثقافة مجتمع/ وتقاليد استمرأناها ليس في التعليم وحسب، وإنما في كل شأنٍ يتعلق بحياتنا!! ذلك أنّ التلقين بات هو سيد الموقف! لنعود ثانيةً لإشكاليةِ أيهما كان سبباً في إنشاء/ وإشاعة ثقافة «التلقين» هل هو التعليم أم «المجتمع».
*هامش: إن كان صحيحاً أن معالي الوزير كان يسأل «التلامذة» عن غياب الأمس فإنّه قد أزرى بمنصبه وليس له الحق أن يعتب على «المعلمين» حكاية التلقين ذلك أنّ السؤال عن غيابٍ كان بالأمس هو جرثومة تلقين التلقين.. وكان الله في عون الملقنيّن ما كان المُلقن في عون أخيه.
نقلا عن "الشرق"

arrow up