رئيس التحرير : مشعل العريفي

ماهي قصة معاهدة سيرفر التي مزقتها تركيا قبل 100 عام"؟..ولماذا تذكرها أردوغان الآن؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تُطأطىء الرأس للعربدة في جرفها القاري بشرق المتوسط، جاء ذلك في غضون التوتر المتصاعد في المنطقة مع اليونان. وأضاف "أردوغان" في تصريحات صحفية له :"مثلما مزَّقنا معاهدة سيفر الهادفة إلى تقسيم وطننا قبل قرن، سوف نحمي الوطن الأزرق اليوم بالحزم نفسه".
تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية :
ووفقًا لـ"سي إن إن" استدعي "أردوغان" معاهدة سيفر، تزامنا مع ذكرى مرور 100 عام على توقيعها في10 أغسطس 1920، حيث وقَّعت الدولة العثمانية على المعاهدة عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، والتي بموجبها جرى تقسيم أراضيها؛ فتخلت عن الأراضي غير التركية الخاضة لسيطرتها، وتنازلت عن مساحات أخرى داخلها.
وبموجب المعاهدة خسرت الإمبراطورية العثمانية مكاسب هائلة، حيث مُنعت من الاحتفاظ بجيش يزيد عن 50,700 رجل، بينما كانت قواتها البحرية مقيدة بشكل كبير ومُنعت من تشكيل قوة جوية.
نصيب الحلفاء :
وترتب على اتفاق "سيفر" قُسمت الإمبراطورية بين قوات الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا)، عدو العثمانيين (أعضاء المحور مع ألمانيا والنمسا وبلغاريا). وفي أعقاب المعاهدة التي تحدث عنها أردوغان، تم الاعتراف بأرمينيا كدولة منفصلة أيضًا؛ وسيطرت اليونان على منطقة سميرنا، ذات العدد الكبير من اليونانيين.
خسائر مادية : لم تقتصر خسائر المعاهدة على تقسيم الأراضي التابعة للإمبراطورية العثمانية فحسب، ولكن كانت هناك خسائر مالية أيضًا؛ حيث قُيِّدت الإمبراطورية العثمانية بشروط قوتها الاقتصادية الجديدة، وكان الحلفاء يسيطرون على البنك العثماني والواردات والصادرات والنظام الضريبي والميزانية الوطنية.
ووفق المعاهدة، سُمح للأوروبيين بتشكيل حدود الدول القومية المستقلة حاليًا، فمعظم الحدود في الشرق الأوسط تشكلت بسبب الأحداث المحيطة بهذه الفترة التاريخية المهمة في نهاية الحرب العالمية الأولى.
مُمثلي المعاهدة :
مثَل الدولة العثمانية في التوقيع على معاهدة سيفر 4 أشخاص، هم؛ الشاعر رضا توفيق شاعر، الصدر الأعظم، دامات فريت باشا، وزير التربية والتعليم حينها، باغداتلي هادي باشا،و سفير الدولة العثمانية في سويسرا حينها، رشاد حليس.
ونتيجة لمشاركتهم في التوقيع على المعاهدة، جُرد الأربعة من جنسيتهم من قبل الجمعية الوطنية الكبرى التي تأسست تحت قيادة مصطفى كمال، وبعد حرب الاستقلال التركية تم إدراجهم في قائمة تضم 150 شخصًا يعتبرون أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وتم طردهم من قبل الجمهورية التركية المنشأة حديثًا، وتم تصميم هذه القائمة - المعروفة باسم Yüzellilikler، أي الـ150 باللغة التركية - للقضاء على آخر بقايا النخبة العثمانية الحاكمة من قبل الجمهورية الجديدة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up