ما أحلى الغزل!

أنا بطبعي أعشق الفن بجميع أشكاله وألوانه، وعلى رأس ذلك العشق الموسيقي والغناء، ويزيد إكباري وإعجابي للمسؤول عندما يحترم الفن، فكيف لو كان ذلك المسؤول رئيساً؟! وهذا هو ما حصل عندما شاهدت مقطع فيديو متداولاً للرئيس السوداني (عمر البشير)، وهو يغني أغنية شعبية، أثناء زيارة له لمنزل الفنان السوداني الكبير (حمد الريح) للاطمئنان على صحته. وأظهر المقطع الذي بثته قناة أنغام السودانية، الرئيس البشير متفاعلاً مع أغنية شعبية، في جلسة طرب في منزل الفنان حمد الريح، وتصحبه نخبة من الفنانين السودانيين. وألقى الرئيس في ختام الجلسة كلمة وجهها للحضور، عن أهمية الفن ودوره في توحيد هوية الشعب السوداني - انتهى. وهذه حقيقة مؤكدة لمستها في كل أخ سوداني عرفته، وعندما عرضت هذا المقطع لأحد الأصدقاء السودانيين، ذكر لي أن لهذه الأغنية قصة، فطلبت منه أن يحكيها لي، وها أنا ذا ألخص لكم ما قاله: يقول الشاعر عبيد عبد الرحمن في عام 1928 كنت أقطن في مدينة (ود مدني)، وكانت هناك امرأة لها صلة معرفة مع أخينا الشاعر المرحوم محمد علي عبد الله (الأمي)، وهي كانت تحب الشعر وكانت لها بنت من أجمل البنات في ذلك الوقت، وكانت تتباهى بها مباهاة شديدة، فطلبت من الأمي علي أن يخبر أصدقاءه من الشعراء ليحضروا في مناسبة فرح في حيهم، ليروا ابنتها وهي ترقص وليتباروا فيها بقصائدهم، فالبنت كانت في غاية الروعة، وكانت راقصة حقاً، فلم أكمل معهم الحفلة، ولكنني كنت مصمماً أن أعمل لها قصيدة، فكانت هذه القصيدة التي أجمع عليها الشعراء، وعلى رأسهم الأمي، أنها من أجمل القصائد التي قدمت في تلك الليلة الساهرة للبنت الجميلة، وأقتطع لكم مقطع الأغنية التي تقول: منظر شي بديع ما أحلى الغزل بدر الكون على غصن البان نزل تيه في التيه رفل نجم الليل زها وبالبدر احتفل موفور النفل ساح نام في الكفل أسفل مرة وأعلا المرة الكان سفل منظر شي بديع ما أحلى الغزل - انتهى
لا أكذب عليكم عندما شاهدت ذلك الفيديو أرجعته عدة مرات، حتى أخذت أردد مع الرئيس تلك الأغنية الرائعة بمنتهى الانشراح والفرح، خصوصاً عندما تنتهي قائلة: وجدي اللي في هواك مقرون الأجل لي قلباً وجل يا ناعس المقل، يا ناعس المقل يا ماحي الزجل يا بيت القصيد منظر شي بديع ما أحلى الغزل - انتهى آه، آه، فعلاً ما أحلى الغزل، بس فين هي البنت التي تستاهل؟!
نقلا عن "الشرق الأوسط"