رئيس التحرير : مشعل العريفي

محلل لبناني يكشف بنود "اتفاق روسي أمريكي"، قال إنه "يقصي الأسد وطائفته"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: كشف الكاتب والمحلل اللبناني، سركيس نعوم، في مقال له في صحيفة "النهار" اللبنانية، بنود "اتفاق روسي أمريكي"، قال إنه "يقصي الأسد وطائفته".
ولفت نعوم في مقاله تحت عنوان "اتفاق أمريكي- روسي يُقصي الأسد وعصبيّته؟" إلى أن معطيات اطلع عليها تفيد بأن الاتفاق بين أمريكا وروسيا حول القضية السورية قد تمّ، وأن المسؤولين أطلعوا رئيس النظام السوري بشار الأسد عليه، بل أبلغوه به دون أن يتركوا له مجال رفضه، أو بالأحرى ترجمة رفضه في صورة عملية.
وقال إن المعطيات التي وردت عن "الاهتزاز" في العلاقة بين الأسد من جهة وموسكو وطهران من جهة أخرى، "ليست بعيدة كثيرا من الواقع في رأي جهات إقليمية بعضها لبناني، وكلها معادية لأمريكا في المطلق"، وفق قوله.
وأشار إلى أن هذا يأتي في الوقت الذي برزت فيه رغبة كل من إيران والسعودية في الخروج من "المستنقعات" التي وقعتا فيها، خصوصا في سوريا واليمن والعراق، والتخلص من الاستنزاف الكبير الذي قد تكون نتائجه بعد سنوات وبالا عليهما معا.
وأضاف أن المعطيات تشير إلى أن سوريا ستشهد في إطار لامركزية موسّعة أو ربما فيديرالية، كيانا كرديا يستحيل أن يرقى إلى مرتبة الدولة.
وتابع بأن تنفيذ الاتفاق يقتضي تخلّي الأسد عن السلطة وتخلّي العلويين، الذين شكّلوا عصب النظام الذي أسسه والده الراحل عام 1970، عن سيطرتهم على المفاصل الاستراتيجية في الدولة، مثل الجيش وأجهزة الأمن والمخابرات وغيرها.
وبحسب نعوم، فإن الاتفاق الذي جرى بين أمريكا وروسيا، يفيد أيضا بأن النظام الذي سيخلف نظام الأسد، سيكون شبيها إلى حد ما باتفاق الطائف بين النواب اللبنانيين عام 1989 الذي رعته المملكة العربية السعودية، ودعمته أمريكا وكُلّف الأسد الأب بتنفيذه.
وأوضح أن ذلك يعني أن رئيس الجمهورية يمكن أن يكون علويا، لكن الطابع العام للنظام الجديد سيكون سنيا، دون أن يحوّل سوريا دولة دينية.
وقال: "في هذا الإطار، فإن بعض الضمانات التي أعطاها الطائف لمسيحيي لبنان قد لا تتوافر كلها، أو قد يغيب قسم كبير منها عن طائف سوريا. كما أن صلاحيات الرئيس ستكون محدودة جدا".
وقرأ نعوم أن المعطيات تفيد كذلك بأن النفوذ الدولي في سوريا ما بعد الأسد أو الشراكة الدولية أو المظلة الدولية، لن يكون لأمريكا بل لروسيا.
ولفت إلى أن المعلومات التي اطلع عليها، تشير إلى أن الأسد "طار عقله”، كما يُقال في العامية، عندما تسلم رسميا أو أُعلم رسميا بالاتفاق. لكنها لا تشير إلى موقف سلبي اتخذه رسميا، إذ ربما كان معتمدا لإحباطه وضربه على حليفته إيران، وفق قوله.
موقف طهران
وتناول في مقاله معلومات تفيد بأن المرجعية الأولى والأخيرة في طهران لم تنشرح أبدا للاتفاق ذاته يوم "أُطلعت عليه"، وأبدت استعدادها لإكمال المسيرة الحربية، “مسيرة دعم الأسد”، بحسب تعبيره.
وقال إن رد الفعل الإيراني جاء على هذا النحو، رغم أن طهران لم تكن ترفض في السابق في المطلق تسوية على حسابه في سوريا، شرط أن تكون لها كلمة وازنة في البديل منه وفي النظام الجديد عموما، وأن تتمتع بوضع مريح في سوريا، مشابه إلى حد ما للوضع الذي عاشته أيام الرئيس الراحل الذي "ترحرح" كثيرا في أيام خلفه، على حد قوله.
ورأى أن الهدف من ذلك كله، "هو إبقاء تواصلها الجغرافي مع لبنان وحليفها حزب الله فيه".
وتساءل إن كانت معطيات الجهات المعادية لأمريكا صحيحة أو جديدة؟ وأجاب بأنها هي ذاتها لا تمتلك جوابا على هذا السؤال. علما بأنها تعترف أن بعضا منها تم تداوله غير مرة بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، خصوصا ما يتعلّق منه بتنحّي الأسد وتركيبة الدولة.
وكانت موسكو تنفيه بعد غضب طهران ودمشق، ثم تؤكده على ألسنة موظفين كبار فيها أمام مسؤولين أمريكيين وغير أمريكيين. ولذلك لا تستطيع أن تؤكد إذا كانت معطياتها قديمة.
لكنه قال إن "ما تعرفه وتؤكده أنها الآن مطروحة، وأنها سببت قلقا كبيرا في العواصم المعنية مباشرة، كما أوساط "حزب الله" الذي لولاه لما صمد نظام الأسد قرابة أربع سنوات".
وأشار أخيرا في مقاله إلى أن تفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي ستبقى مع طريقة تطبيقه ورعاية التطبيق ومدته، مادة بحث وحوار بين جولات الكرّ والفرّ، التي لا بد أن يستخدمها الأمريكيون والروس والإيرانيون والأسديون و"حزب الله"، وربما الأتراك، لتحصيل أقصى ما يستطيعون أو لتجنّب أشد ما يؤذيهم. وهذا يتطلّب سنوات.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up