رئيس التحرير : مشعل العريفي

محمد آل الشيخ: الحقيقة المثبتة بالتجربة والبرهان.. تؤكد : "الليبرالية هي الحل"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: سلط الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، الضوء مجددًا على قضية "الليبرالية" المثيرة للجدل، مؤكدًا أن كثير من العوام الجهلة؛ حتى من غير المتأسلمين، يعتقدون أن النهج الليبرالي في الحياة يختلف مع دين الإسلام. وأوضح "آل الشيخ" في مقال له بعنوان: "الليبرالية هي الحل" بـ "الجزيرة"، أن هذا القول لا علاقة له بفحوى الليبرالية، مبينًا أن الليبرالية لا علاقة لها بمعتقدات الإنسان الدينية، ولا بعلاقته بربه. واستدرك "آل الشيخ": "لكنها تهتم بتنظيم علاقات الآخرين الدنيوية بعضهم ببعض، وتضمن أن يُمارس الإنسان حريته الفردية طالما أنها لا تنتهك القانون ولا حرية الآخرين، وتنتهي حرية الفرد حين تبدأ حرية الآخر، والقانون هو من يحدد حدود الحريات، والسلطة التشريعية هي المعنية بإصدار القوانين، والسلطات التنفيذية هي المعنية بتنفيذها على الجميع، متحرية العدالة في التطبيق.
جوهر الليبرالية وأشار "آل الشيخ" أن جوهر الليبرالية يتماهى مع مقاصد شريعة الإسلام، ولا يتضاد معها، متساءلًا: "لماذا يصر المتأسلمون، والمتأثرون بهم، أن النهج الليبرالي يصطدم بالإسلام". وأوضح الكاتب أن السبب يعود إلى سيطرة الحركات المتأسلمة على الساحة الاجتماعية، مشيرًا إلى أنهم يطرحون في خطابهم الديني أن كل من يختلف مع حركات الإسلام السياسي فهو يختلف مع الإسلام، معقبًا: "وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالذي تختلف معه الليبرالية، بل والعدالة الاجتماعية بجميع تفاصيلها، هي (لكهنوتية، وهي أن يتحول الإسلام إلى سلطة سياسية تعسفية، تقوم من خلال رجال الدين على تنظيم علاقات الإنسان بالإنسان في دنياه.
ونوه "آل الشيخ" إلى أن هذه الكهنوتية هي التي تدعو إليها الجماعات الإسلامية السياسية، كجماعة الإخوان المسلمين، مضيفًا: "وغني عن القول أن الإسلام يرفض الكهنوتية، وعصمة الانسان ذكراً كان أو أنثى. وأشار الكاتب إلى مقولة في هذا المقام ذكرها الإمام مالك جاء فيها: "كلنا راد ومردود عليه إلا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؛ قائلًا" وهذا يعني أن حرية الرأي ودحض الرأي مكفولة في الإسلام ولا يحتكرها واعظ دون الآخرين".
الكهنة المتأسلمين
وأضاف "آل الشيخ" على أن مثل هؤلاء الكهنة المتأسلمين لا يدافعون في الحقيقة عن الدين، وإنما يدافعون عن مصالحهم الخاصة، مردفًا: "وقد دأبت جماعات التأسلم السياسي على إقصاء كل الحركات والمناهج الفكرية التي تختلف معها، انطلاقاً من أنها تختلف مع الإسلام لا مع طرحهم السياسي". وأكمل: "هي تطرح في السياق نفسه أن الإسلام دين وأيضاً سياسة، وأن رجل الدين هو بمثابة (الكاهن الكنسي) في القرون الوسطى، فهو من له دون غيره تحديد ما يجوز وما لا يجوز، ليس في القضايا الدينية التعبدية، وإنما في المسائل الاجتماعية والسياسية أيضاً".
وزاد "آل الشيخ": "من يقرأ تاريخ فجر الإسلام سيجد بوضوح أن ثوابت الإسلام التي لا تتغير ولا تتبدل في كل الأماكن والأزمان، هي فقط الأمور التعبدية، وما يتعلق بها، أما الأمور الدنيوية، وبالذات ما يتعلق منها بشؤون المجتمع وشؤون الاقتصاد والسياسة، فهي تدور مع المصلحة الدنيوية حيث دارت".
الحقيقة المُثبتة بالتجربة والبرهان
واختتم "آل الشيخ" مقاله بقوله: "الحقيقة المُثبتة بالتجربة والبرهان تقول: (الليبرالية هي الحل)، مبينًا أنه ليس ثمة نهج دنيوي ثبت نجاحه في العصر الحالي مثل النهج الليبرالي، فإذا كانت الدنيويات وليس الدينيات تدور مع المصلحة والمنافع حيث دارت، فإن الواقع على الارض يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المنهج الليبرالي هو من جعل دول العالم الغربية والشرقية تتفوق وتصل إلى ما وصلت إليه، سواء من حيث تحقيق الأمن والرفاهية والرخاء الاقتصادي والتعايش بين مكونات شعوبها، أو في تحفيز الفرد للعطاء والإبداع، وكذلك توفير القوة والمنعة التي تُسيج بها أوطانها.
في حال رغبتكم زيارة “المرصد سبورت” أضغط هنا
للاشتراك في خدمة “واتس آب المرصد” المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم ( 0553226244 )

arrow up