رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

أزمة إعلامية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هل نعاني من ضعف إعلامي؟ أو بمعنى أدق قصور إعلامي، المسألة ليست في هذه النوعية من الأسئلة، والتي كشفتها أزمة اختفاء المواطن جمال خاشقجي، ولكن لنكن واقعيين وصريحين أكثر مع أنفسنا، ويكون تساؤلنا هل نقدر أن نملك قنوات أو وكالات أنباء مثل بعض القنوات العالمية المعروفة أو بعض وكالات الأنباء العالمية التي تناقلت وما زالت تتناقل أخبارا ضدنا، بطبيعة الحال، لا، فالأمر ليس مجرد أموال، وهذه حقيقة، ولكن لماذا كنا بعيدين عن هذه القنوات والوكالات ولم نكن قريبين منها، وخصوصا بالأموال مثل غيرنا!.
نحن لا نفتقد الإعلام المؤثر فقط، وإنما وهو الأهم من وجهة نظري، نفتقد لوكالات العلاقات العامة السعودية، التي تكون لها استراتيجيات أثناء الأزمات، وتتعامل على مدار الوقت مع أهم وسائل الإعلام المؤثرة وتحتويها باحترافية.
داخلياً أداؤنا سيء في هذا المجال، ملايين الريالات تصرف كل عام لتحسين وتجميل وزارات وشركات وهيئات والنتيجة ضعيفة بكل أسف، والمستفيد الوحيد هم بعض تجار الشنطة من الإخوة العرب والأجانب الذين تجدهم اللاعب الرئيس في أهم وكالات العلاقات العامة ويتنقلون بإقامتهم القابلة للتحويل من شركة إلى شركة تفوز بعقد علاقات عامة أكبر وبالملايين، ومن تجربة في هذا الأمر بعضهم جاء إلينا بمهن ميكانيكا أو عامل عادي، وتجده يتصدر المشهد ويوهم هذه الوزارات والشركات أنه الخبير الإعلامي للأسف!.
حتى إنني تفاجأت بلقاء أحدهم وهو غير عربي يحدثني عن دوره في وضع الخطط والتواصل الإعلامي لشرح الموقف الرسمي للقضايا الداخلية للإعلام البريطاني خلال إحدى الزيارات السعودية الرسمية، وتفاجأ عندما أبلغته أنني كنت هناك ولم ألحظ أي جهد أو ما تتحدث عنه، وكوني إعلامي لا يستطيع التدليس علي كالجهة التي تتعامل معه وترتبط معه بعقد بالملايين.
سفاراتنا للأسف في سبات عميق من الناحية الإعلامية، رغم أنه إبان دراستي للعلوم السياسية في الجامعة، كانت من مبادئ العمل الدبلوماسي أن تكون قريباً وحتى صديقاً للإعلاميين ولأجهزة الإعلام في البلد الذي تعمل به، وهذا الأمر نحن فقيرون به وهذه حقيقة، رغم أن الظروف في ظل تطور وسهولة وسائل التواصل ووجود آلاف المبتعثين سيجعل تحسين صورتنا أفضل متى ما كنا نفكر بصورة واقعية وسليمة.
الأمر ليس افتقادنا لقنوات تلفزيونية تتحدث بلغات متعددة، أو عمل تغريدات باللغة الإنجليزية، الأمر أكبر، ويكمن في أن نعي أن الإعلام الدولي يحتاج لرجال علاقات عامة يكسبونه ويستثمرون فيه، أما أن ننادي بالمقاطعة أو الهجوم على هذه الوسائل فلن تفيد وستزيد هذه الوسائل أو حتى بعض الأشخاص شهرة، ومتابعة أكثر!.
نحن في أزمة إعلامية أكثر من كوننا في أزمة سياسية، من المهم الاستفادة منها، والاستفادة من أخطائنا، وأن لا نضحك على أنفسنا بالادعاء بأن القناة الأهم التي ندعمها وتعتبر صوتنا الدولي مؤثرة وموجودة دولياً بقوة!.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up