رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

اليوم الوطني وتنظيم الأفلام القصيرة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في كل عام تتنافس الكثير من القطاعات الحكومية والشركات في إعداد أفلام قصيرة وبأفكار مختلفة عن اليوم الوطني بهدف الدعاية غير المباشرة لها، وساهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في توفير تكاليف بث هذه الأفلام التي كانت من المعوقات الكبيرة لارتفاع أسعار القنوات الفضائية، فأصبح التركيز بالميزانيات على العمل بصورة كبيرة.
فأصبح هناك كم كبير من الأفلام القصيرة التي لا يتجاوز أطولها دقيقتين، وغطى الكم على الكيف، فنتج عن ذلك محتوى ضعيف للكثير من الأعمال، وافتقد الكثير منها القيمة الفنية، فالبعض اعتمد على نصوص معلبة، والبعض ركز على الإبهار بالصورة، وأغفل الكثيرون التركيز على ذكاء الفكرة؛ كون أن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي مختلف عن التلفزيون التقليدي، فهم المتحكمون بالعرض والمشاهدة وتحمل وقت العرض حتى ولو لم يتجاوز أطولها دقيقتين، وهذه خطورة يجب أن لا يغفلها صناع هذه الأعمال، الذين اعتمد الكثير منهم للأسف على وكالات دعاية غير محلية، بعيدين عن مجتمعنا وأفكارنا، وعند تدخل أفكارهم مع أفكار مسؤول الدعاية أو الأفلام في الجهة الحكومية أو الشركات، نجد الأمر يتحول إلى عمل ركيك؛ لأن الخبير الأجنبي أو صاحب وكالة الدعاية، يهمه المال في المقام الأول، ويستطيع بأبحاث معروف مصدرها أن يوهم من دفعوا له الأموال أن فيلمهم عن اليوم الوطني حقق نجاحاً كبيراً، وكسّر الدنيا، والحقيقة عكس ذلك!
اليوم الوطني مناسبة عظيمة ومهمة، وليس يوماً اعتيادياً، الأمر ليس مجرد فكرة فيلم الهدف منها المشاركة والوجود فقط، وأحياناً مع الحظ يمكن أن تنتشر، أي عمل يرتبط باليوم الوطني لابد أن يكون له معايير سياسية وتاريخية واقتصادية واجتماعية، أنت هنا تربط ما بين حدث تاريخي عالمي متمثل بتوحيد بلاد مترامية الأطراف ومختلفة الثقافات، بمملكة موحدة ومترابطة ومتجانسة على يد صاحب أكبر منجز تاريخي سياسي بالقرون الخيرة، وهو الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ومع منجز تجاوز الحاضر للمستقبل من خلال الملك سلمان - حفظه الله - وجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، فنحن أمام يوم تاريخي ومنجز مهم بكل ما تعنيه الكلمة، وليس الأمر صرف تكاليف مالية كبيرة لمجرد المشاركة فقط.
لذا من المهم أن تتولى وزارتا الإعلام والثقافة تنظيم هذا الأمر، ودون بيروقراطية أو تشدد بطبيعة الحال، وتطلب ممن ينوي تقديم أعمال مرتبطة باليوم الوطني، أن يشاركهم الفكرة والسيناريو، وأن توفر هاتان الوزارتان الخبراء لدعم هذه المشروعات وتوجيه القطاعات التي تنوي عمل الأفلام، وبذا نضمن أعمالاً مميزة وقوية، بدلاً مما نشاهده حالياً، ولا يتناسب أحياناً مع حجم المناسبة.
توحيد الجهود والعمل تحت مظلة رسمية وبأسس علمية مهم جداً؛ ليكون العمل مؤسساتياً، بدلاً من الفردية والاجتهادات التي نشاهدها، فاليوم الوطني ليس مجرد فيلم فقط، وإنما لابد أن يكون حضوراً لائقاً، أو التوقف أفضل.
نقلا عن الرياض

arrow up