رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

لماذا الوزير تركي الشبانة تحديدًا؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

«نحن كسعوديين لاجئون سينمائياً» صاحب هذه المقولة الشهيرة التي اقتنصتها منه عام 2006م، ضمن تغطيتي لأول فيلم سعودي تنتجه «روتانا» آنذاك وعُرض في دبي، هو معالي وزير الإعلام الجديد تركي الشبانة، وهو صاحب فكرة ساعة طرب المخصصة يومياً على «روتانا» تقديراً لفن ومكانة الفنان محمد عبده، وهو من أبرز المؤسسين لأهم قناة فضائية عربية انطلقت مطلع التسعينيات الميلادية وهي قناة MBC، وهو من أبرز من أسهم في قنوات روتانا، خصوصاً روتانا خليجية، واهتمامه بإنتاج برامج وأعمال درامية وبكوادر سعودية.
لماذا هذه المقدمة الموجزة والبسيطة التي أتحدث فيها عن جزء يسير من محطات بارزة لعراب القنوات الفضائية تركي الشبانة، شخصياً أعتبر تعيينه وزيراً للإعلام خبراً ساراً ومفاجأة لي في الوقت ذاته، وذلك لمعرفتي أنه يحب أن يعمل كجندي مجهول، تجده خلف الكواليس في أعمال كبيرة، ويبرز من خلالها كثيرون، ورغم أنه هو من يستحق الظهور والإبراز تجده بعيداً عن المشهد ومشغولا بمشروع آخر يكون ذا صبغة تجديدية ومختلفة، وهو ما عودنا عليه باستمرار.
من قراءتي لمشهد الاختيار بهذه الفترة، أننا بالفعل نحتاج إلى صناعة تلفزيونية فضائية تواكب المشهد السعودي بكل تفاصيله. مع الأسف الشديد، واقعنا الإعلامي غير جيد إذا تحدثنا بشفافية، الأمر ليس وسائل تواصل اجتماعي تعتمد على تغريدات، ونتوقع أنها رسالتنا الأهم للعالم، بينما نجد القنوات التلفزيونية وكثيرا من الصحف تواصل هجومها المنظم علينا، ونحن نتوقع أننا ببعض التغريدات التي قد لا يقرأها إلا نحن، نساير هذا الهجوم ونحاول كبحه!.
عراب الفضائيات الوزير الجديد سيكون إذا استمر بتوجهه، الذي أعرفه منذ سنوات طويلة، فسيحدث نقلة إعلامية تلفزيونية، خصوصاً بكل ما تعنيه الكلمة، الأمر ليس مدحاً أو إشادة في غير محلها، نحن أمام رجل صناعة، ويعرف أسراراها وتفاصيلها، وهذه أمور تجعل الواقع مشرقا بعد أن مللنا من دوران الإعلام في فلك واحد لا يتناسب مع واقعنا الحقيقي بكل صراحة.
معرفة وزير الإعلام بالواقع الإعلامي السعودي خصوصاً والعربي عن قرب وبتفاصيل دقيقة، ستساعده على إحداث نقلة كبيرة، فهو يأتي ونحن أمام ضعف إعلامي خصوصاً صوتنا الخارجي، وهذا الأمر تحدثنا عنه كثيراً، وأثبتت التجارب الماضية صدق هذه المقولة، لذا نتوقع أن المرحلة الإعلامية المقبلة ستكون مختلفة بإذن الله، وهذا تفاؤل مبني على معرفة تراكمية ومن سنين طويلة للقادم للوزارة من أهل الإعلام، بل من دون مجاملة من الخبراء به.
نطمح أن تكون قنواتنا الحالية أو المتوقع استحداثها في مستوى التطلعات، وأن يحظى الإعلام السعودي بدعم مختلف؛ لأنه السلاح الأهم على مدى العصور.
نقلا عن الرياض

arrow up