رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

فرسان المصمك وطرابيش إسطنبول !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

خلال الأعوام الستة الماضية استطاعت القيادة السعودية بإدارتها «الجسورة» لبلادها الخروج بأقل الخسائر من حروب وأزمات كانت إحداها في أي بلد آخر تسقطها بسهولة لعل أهمها تداعيات ما يسمى بالربيع العربي، وكذلك استطاعت تفادي المخطط الذي كان معدا لها للقضاء عليها بقيادة الأتراك والقطريين والإيرانيين وبالتعاون مع أجهزة أمنية عميقة في دول غربية.
كانت الخطة تعتمد على مسارات متوازية لإنهاك الرياض وإبقائها في حالة دفاع دائمة، منشغلة بالتبرير والحيرة، بلا شك كانت المنطقة كلها تمر بحالة من السيولة والصراعات الإرهابية.
الدور القطري قدم الأتراك خطوة للأمام بعدما ثبت فشله في إيقاف السعودية أو عرقلتها وإغضاب الغرب عليها، وكل ما فعله هو خسارة ما يزيد على مئة مليار دولار ذهبت سدى في جيوب المنظمات الحقوقية المرتشية ومرتزقة الإعلام اليساري الغربي.
الدفع بالأتراك إلى المواجهة مع السعوديين كان اعترافا قطريا بفشلهم وجبنهم عن مواجهة فرسان المصمك، كما هي عادة صغار الدوحة الذين يبحثون دائما عن «فتوة» يستطيع أن يتقدم بدلا منهم إلى المعركة.
اليوم ومع انشغال دول العالم بمكافحة جائحة كورونا، ظن القطريون والأتراك على حد سواء أن الفرصة عادت من جديد لافتراس السعودية، فرصة ضاعت عليهم 2011 مع انفجار الشارع العربي، وتاهت منهم في أروقة السياسة السعودية الصارمة في الخلاف مع الكنديين والألمان، وقضي عليها في المواجهة مع الحوثيين، وانتهت بعودة مصر والسودان للحضن العربي.
السياسة «القطرتركية» المعادية والمعتمدة على الدسائس والمماحكات لم تراع الوضع الإنساني وتحالف البشرية في مكافحة جائحة كورونا، بل انفردوا لوحدهم يقودون هجومهم الخاص القادم من ضغينة لا تنتهي.
فهل «أردوغان وتميم وحمد بن جاسم» مهمومون بمصالح السعوديين وصحتهم، وبأسعار الطاقة وكيف تستطيع السعودية قيادة ملفاتها البترولية مع الروس والأمريكان، أكثر من السعوديين أنفسهم، إنها سذاجة تميم وغرور أردوغان.
القطريون والأتراك متحدون مع الإيرانيين على هدف واحد في كل سياساتهم هو القضاء على الدولة السعودية الثالثة.
يتركز الهجوم القطري التركي على الأمير محمد بن سلمان محاولين اغتياله معنويا وإفشال أعماله وتشويهها، هجوم لم يأت من حرص ولا غيرة على السعودية ومستقبلها ونهضتها، لكنه أتى من قناعة مترسخة في أوساط قصر الوجبة في الدوحة وبيت أردوغان في أنقرة أن كل مخططاتهم اصطدمت بمحمد بن سلمان الذي مثل حائط صد عاليا جدا لحماية السعودية والسعوديين في وجه مؤامراتهم وتحت قدميه انهارت أحلامهم.
في أزمة كورونا الأخيرة لم يجد القطريون والأتراك مجالا لانتقاد المملكة، ولم يكن أمامهم إلا القيام بهجمات مرتدة ضد السعودية وقيادتها وخاصة الأمير محمد بن سلمان للتخفيف من النجاحات المذهلة، أو حتى لصرف لتخفيف النجاح.
لكنهم كما اصطدموا بالقدر الذي أنهكهم 300 عام هو عمر الدول السعودية الثلاث، وكلما ارتفعت آمالهم بسقوطها في إحدى الأزمات التي يتآمرون لصناعاتها أو تلك التي تصنعها الأقدار، وجدوا أن الرياض تسبقهم بخطوات وأحيانا بسنوات من خلال معادلة ذات جناحين، ولاء شعبي يمثل غطاء وعمق الحكم ومرتكزه الأساس وإدارة سباقة واعية وخلاقة وجسورة تتخذ من القرارات ما يعجز عنها أشجع الشجعان.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up