رئيس التحرير : مشعل العريفي

آل الشيخ : من حقك تجنب الفعاليات الغنائية إن رأيتها محرمة.. لكن "لا يجوز" فرض رأيك على من يرى الإباحة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الاخباري

https://shamel.org/panner

صحيفة المرصد: قال الكاتب محمد آل الشيخ، إنه يحق لكل شخص رأى أن الفعاليات الغنائية محرَّمة أن يتجنبها، ولكن لا يجوز له أن يفرض ما يراه على الآخر -يرى الإباحة-، خاصة إذا رُخّصت هذه الفعاليات السلطة الحاكمة.
الهوية نصنعها
ورأى "آل الشيخ" في مقاله المنشور بصحيفة "الجزيرة"، اليوم الأحد ، بعنوان: "الهوية نحن من نصنعها وليست هي التي تصنعنا"، أن الهوية وما تحملها من تقاليد وعادات وثقافات موروثة ليست في غالب مفاهيمها وَحيًا نزل إلى مجتمعاتنا من السماء، ولا يمكن أن نغيرها، خاصة إذا كشفت لنا التجارب أنها سببًا من أسباب التخلف على كل المستويات؛ فنحن الذين نصنع الهوية، وليست هي التي تصنعنا، فالمصالح والمنافع هي التي يجب أن نتلمسها، وندور معها حيث دارت، وتُشكل بالتالي هويتنا".
الخصوصية السعودية
وأضاف: "أقول قولي هذا؛ ردًّا على أولئك الذين يعترضون على انفتاحنا الاجتماعي، و(تطبيعنا) مع ثقافة العصر العالمية، بحجة أن هذا الانفتاح لا يتّسق مع (هويتنا)، ولا مع مفاهيم الدين الحنيف، وهذا لا يمكن قبوله على الإطلاق، لأن هذا القول في حقيقته يعود بنا إلى مقولة (الخصوصية السعودية) التي أشغلونا بها لعقود مضت، وكانت في حقيقتها محاولة لوضع العصي في عجلات العربة فأعاقت نمونا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا".
وتابع "آل الشيخ": "فكل محاولة للتنمية والتحديث منذ عقود كان المحافظون يعترضون، ويسعون بكل قوة لأن نبقى في مكاننا لا نبرحه بنفس الحجة، مشكلة هؤلاء المعترضون أنهم أمة تعيش دونما ذاكرة، ولا يتعظون من تجارب من سبقوهم، فلو راجعوا احتجاجات أسلافهم، وفشلهم في كل مرة، لتعلموا، ولا تكررت منهم هذه المواقف عندما تسلك فيها الدولة مسلكًا جديدًا، طلبًا للتنمية والتحديث، وهربًا من التخلف".
تغير خطاب المحافظين
وأكد أن "خطاب المحافظين (المتكلسين) تغير عن ما كان أسلافهم يتشبثون به في الماضي، فالتفسيرات والمعلومات لتبرير مواقفهم، ألغته (السوشل ميديا) بمختلف أشكالها، فأصبح المواطن بإمكانه أن يصل إلى المعلومة، وبالتالي يطلع بنفسه دون وسيط على ما يريد، وهل هذا الموضوع حرام أو مباح أو مختلف عليه، من خلال محركات البحث الإلكتروني، التي تجعلك تطلع على الفكرة من جميع أبعادها، فتعرف بنفسك حقيقة هذا الموضوع، وموقف الإسلام منه، لذلك ضعفت أمام هذه الوسيلة المعلوماتية الحديثة سلطتهم، فلجأوا مضطرين لا مختارين لحكاية (الحفاظ على الهوية)، وقصدهم هنا العادات والتقاليد واجتهادات بعض الفقهاء الموروثة".
المملكة الجديدة
وأكمل "آل الشيخ": أن تذرعهم بالهوية هي حجة أوهى من بيت العنكبوت، فكما قلت سابقًا نحن من نصنع هويتنا، وليس العكس، نستطيع أن نغيرها، خاصة إذا كانت هذه الهوية سببًا من أسباب تخلفنا الاجتماعي والاقتصادي والثقافي؛ خذ مثلًا اتجاه (المملكة الجديدة) للترفيه كمثال لِما يعترض عليه (المتحجرون)، فهل هناك ما يمنع من أن يبتسم الإنسان، ويرفه عن نفسه، ويقضي بعض أوقاته مبتهجًا؟.
وأردف بقوله: "أما حكاية الغناء والمعازف، التي أشغلونا بحرمتها، فهذا التحريم ليس قطعيًا، وغير مُجمع عليه، ليتحول الموضوع إلى أنه محل اجتهاد، يخالفه اجتهاد آخر، ومع ذلك فإن من رأى أنه محرم، فله الحق كل الحق أن يتجنب الفعاليات الغنائية، أو تلك التي فيها معازف، ولكن (لا يجوز له) أن يفرض ما يراه على الآخر يرى الإباحة, خاصة إذا رخّصت بهذه الفعاليات السلطة الحاكمة".
نهاية المتحجرين
وختم "آل الشيخ"، مقاله قائلًا: "مهما يكن الأمر، فإن لنا مع (المتحجرين) منذ أن أنشأت هذه البلاد صولات وجولات، عادة ما تنتهي بهم في نهاية المطاف إلى القبول والتسليم، وبالتالي تتكون نمط من (هوية) جديدة تختلف في مضامينها عن الهوية القديمة، وهكذا دواليك".

arrow up