رئيس التحرير : مشعل العريفي

“ المحمود” بعد تركه لجريدة الرياض: لم أخسر ما أندم عليه ولا شيء يبقى على حاله

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: "اليوم انتهت علاقتي بجريدة الرياض بعد أكثر من ثلاث عشر عاما من الكتابة فيها، وسيكون مال الغد آخر مقال لي فيها".. كانت هذه آخر كلمات الكاتب والباحث محمد المحمود كتبها في تغريدة له 11/2016 /23 مودعا بها بيته الكبير "صحيفة الرياض" بعد كتابة ما يقرب من 663 مقالا. وأوضح المحمودي لموقع "العربية نت" كواليس توقفه عن الكتابة في جريدة الرياض؟ ومصير "قلمه اليوم قائلا: "لا شيء يبقى على حاله، وجريدة الرياض ـ كغيرها ـ تخضع لمتغيرات تفرض عليها بعض الإجراءات. وللجريدة ظروفها، ولي ظروفي أيضا، واختلاف الظروف قد يقضي بالافتراق"، وعن مصير قلمه قال: "لا يزال بلا عنوان، يبحث عن مصيره في متاهات القدر".
 
وحول أسباب تركه للجريدة قال: "إن ظروف النشر في المحيط لا يزال يعاني من تقديس رموز الماضي، بل ومن تقديس بعض رموز الحاضر، وهناك مواضيع لامستها بحذر شديد؛ من خلال مبدأ: "الحر تكفيه الإشارة". ومن المؤكد أن هذه "الإشارة". وبين أن "مستوى سقف الحرية يتغير تبعا لحيثيات شجاعة الكاتب وهناك أوقات تكون أوسع أفقا في عمومها لأسباب وعوامل شتّى. فمثلا، بين عامي 2004م و2007 كان سقف الحرية مرتفع إلى حد لم نتخيله نحن ككتاب؛ إلا من خلال التجربة. ثم حدث بعض التراجع، وكان أيضا، بمستويات متباينة". مضيفا: "وحتى تتضح الصورة أكثر؛ أذكر مثالا من تجربتي الخاصة التي امتدت لأكثر من 13 عاماً. فعلى امتداد 11 سنة الأولى لم يُمنع لي أكثر من 5 مقالات، بينما في آخر سنتين مُنع لي 10 مقالات تقريبا؛ مع أن مستوى جرأة المقالات الأولى كانت أكبر بكثير". وتابع: "للكلمة ثمن باهظ من راحتي ومن الأمان الوظيفي حيث تحوّلت وظيفته –حسب قوله- إلى معضلة، ليس فقط بسبب المنع من التدريس وقطع الراتب فقط، بل بسبب عدم قبولهم استقالتي رغم تقديمي لها منذ ثلاث سنوات، بل وأيضا رفضهم أن يفصلوني رغم مرور أكثر من تسع سنوات على انقطاع صلتي بهم؛ لأبقى معلقا، موظفا غير موظف، أي محروم من حقوق الموظفين، وأيضا محروم من الفرص المتاحة لغير الموظفين، فضلا عن توتر بعض العلاقات مع بعض من كنت أكن لهم كثيرا من الود...إلخ الأثمان، ولكن مع كل هذا فلست بنادم".
 
وأكد أن البُنية العامة للمناهج الدينية الخاصة تحتاج إلى تغيير جذري، وإلى إبدال منظومة بمنظومة، وليس حذف سطر، وإضافة سطر آخر، أي إلى تشكيل مناهج متكاملة متعاضدة تؤسس لرؤى الانفتاح والتسامح. وأشار إلى أنه تأثر بالثقافة الغربية قائلا: "لولاها لم أكن ما أنا عليه الآن. وأما تقييمي لها، فهو نفسه تقييم العالم كله لها، حيث هي الثقافة الحية التي تصنع عالم اليوم، تعيد صياغة هذا الكوكب، هي التي تقود الإنسانية كلها إلى فضاءات إنسانية أوسع". وفي إطار توضيحه لمصطلح أن التيار المتشدد "فرعوني الرؤية" قال إن الرؤية الفرعونية هي في قول فرعون لقومه: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" وإنها دعوى امتلاك الحقيقة المطلقة على وجه الإجمال وعلى وجه التفصيل معا، بل هي دعوى احتكار هذه الحقيقة. قائلا: "إن كل سلفية ـ والسلفيات كثيرة ـ تدعي، من حيث هي سلفية/ اتباع، أنها وحدها التي تمتلك الحق المطلق، وأن رأيها هو الحق، ولا حق سواه، وتسعى بكل الوسائل الممكنة ـ حسب الظروف والقدرة ـ لقمع كل المخالفين. وهذه هي مسطرة الرؤية الفرعونية؛ وإن اختلفت المضامين، كما هي أيضا منهج العمل لهذه الرؤية". وبسؤال الكاتب عن مدى خسارته بعد هذا القرار قال: "لم أخسر ما أندم عليه، وكنت ولا أزال أعتقد ضرورة إحداث صدمة لهذا الوعي الفكري المتكلس، وبصراحة، لا بد من مواجهته بحقيقة نفسه، لا بد من إجباره على الوعي بأن من حقه أن يكون له مكان، ولكن ليس من حقه أن يحتل كل مكان".

arrow up