رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

آفة الأخبار رواتها

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

فعلاً «آفة الأخبار رواتها»، ليس من الآن، ولكنها متكررة عبر مسيرة الإنسان التاريخية، وما أكثر الأكاذيب التي لاكتها الألسن ودبّجتها الأقلام وأصبحت في النهاية حقيقة مزيفة، والمشكلة أنها تغلغلت ورسخت في رؤوس الأجيال إلى درجة أنهم يدافعون عنها باستماتة، والويل كل الويل لو أنك شككت في مصداقيتها. وزادت الطين بلّة الآن حركات «التواصل الاجتماعي»، التي تضخ يومياً (هذرها) عبر ما لا يقل عن خمسة مليارات تليفون جوال بين أيادي البشر. وقد أظهرت دراسة أميركية أن الأخبار الكاذبة أسرع انتشاراً على الإنترنت من الأخبار ذات الصدقية. واتضح أن المعلومات الصحيحة تتطلب وقتاً أطول بست مرات من المعلومات الخطأ، أما المعلومات الكاذبة فسرعتها تسابق سرعة الضوء. وفاقم من الكارثة أن المؤسسات التجارية العملاقة لجأت مرغمةً إلى الإعلانات في تلك المواقع (الخنفشارية) لترويج بضاعتها، لأنها تعلم أن الملايين سوف يدخلون إليها ويشاهدونها أكثر مما لو أنهم نشروها بالتلفزيون والجرائد والشوارع، وأثرى من وراء ذلك صنّاع مواقع الإشاعات. ولو أردتُ أن أضرب أمثلة حصلت عندنا، وهي (أكثر من الهم على القلب)، فإليكم على سبيل المثال بعضاً منها: هناك فيديو متداول عن انفجار جوال بوجه طفلة، ونشروا صورتها، والحقيقة هي أن الطفلة أُصيبت بمرض «أطفال القمر» الذي ينهش الوجه، ولا دخل للجوال في ذلك. وكذلك ما يُتداول عن العثور على حشرة خطيرة في الطائف تسبب بتر العضو الملامس لها، وهذا غير صحيح، والصورة هي لحشرة شهيرة تسمى (Eremiaphila) أو السرعوف الصحراوي ولم يثبت ضررها. أو ما يُتداول عن توزيع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الورود بمناسبة «الفالنتاين»، وهذا أيضاً غير صحيح، والصور الحقيقية هي من محافظة الرس عام 2015، في أثناء الاحتفال بعيد الفطر المبارك. وأعترف أنني ساهمت في نشر هذه الصورة الأكذوبة عندما بعثت بها إلى بعض الأصدقاء، وعندما تبينت الحقيقة أُصبت بإحباط ولُمتُ نفسي، وانطبق عليَّ المثل القائل: «يا مدّبر العربان دبّر قومك». وأخيراً، وليس بآخر، إليكم هذا الخبر المُتداول بعنوان «ماكدونالدز فرع الرياض يستخدم لحوماً بشرية في وجباته»، وهو كذلك غير صحيح، ومصدر الإشاعة أيضاً موقع دعائي مفبرك ينتحل هوية صحيفة «عكاظ» بنشره للإشاعات. هناك إشاعات وأكاذيب كثيرة من (العيار الثقيل) ولا مجال لذكرها، والعاقل هو من يفكر ويتبصّر، ولا يكون ممن ينطبق عليه المثل القائل: «حدِّث العاقلَ بما لا يُعقل، فإن صدَّقكَ فهو أحمق». وكل إشاعة وأنتم بخير، يا أيها الحمقى.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up