رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

أمان ربّي أمان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سبق لي أن كتبت عن الذكاء الغريزي لبعض الحيوانات، التي تتفوق فيها على كثير من أغبياء البشر، الذين أتمنى ألا أكون واحداً منهم. واليوم سأكرر الحديث عن زملائي على هذه الكره الأرضية، كنوع من الإعجاب لا أكثر ولا أقل، وقد يصمني البعض (بالفضاوة) وتضييع الوقت في لا فائدة منه، ومعهم الحق في ذلك، ولكن ماذا أصنع إذا كانت الفضاوة هي هوايتي الأولى في هذه الحياة الممتلئة بالشغب، والآن أسمّي الله وأبدأ: هناك فتاة فرنسية ذهبت برفقة قطتها إلى مدينة (كراس) جنوب شرقي فرنسا لتمضية إجازتها، فتسللت القطة من باب الفندق واختفت، وبعد أن انتهت إجازة صاحبتها اضطرت إلى أن تعود ودمعتها على خدها، وبعد ثمانية عشر شهراً، وإذا قطتها تموء خلف باب مسكنها، بعد أن قطعت مسافة (1116) كيلومترا لتصل إلى (نيورماندي). وفي مدينة (سياتل) الأميركية، هناك كلبة سوداء، اعتادت أن تركب الأتوبيس وحدها لتذهب كل يوم إلى متنزه مخصص للكلاب، وبعد أن تلعب وتتعب تعود إلى موقف الأتوبيس وتركب وبعد ثمانية محطات تنزل وتعود إلى منزل صاحبتها، وأصبحت صديقة للسائقين والركاب الذين يأخذون معها صور (السيلفي) وينشرونها على مواقعهم، وغدت (إكليبس) - وهذا هو اسمها - أشهر من نار على علم، وعندما حصل استبيان في إحدى الصحف عن أشهر عشر شخصيات في سياتل، حصلت (إكليبس) على المركز الأول، متفوقة على بعض العلماء والفنانين والرياضيين، بل وعلى عمدة سياتل نفسه، وقلدوها وسام الشهرة مع مبلغ محترم لصاحبتها. ويتحدث أحدهم قائلاً: «كان والدي خفير ليل في بلدتنا (بميسوري)، وكانت مهمته أن يمر على جميع دور الأعمال ويمتحن أبوابها ليستوثق من أنها محكمة الإغلاق، وكان يصاحبه في جولاته كلبه (بج جورج). وذات ليلة خرج والدي في أمر يهمه، ولم يبدأ جولاته إلاّ متأخراً، فلما اقترب من أول تلك الدور لفت نظره آثار أقدام كلب على الثلج، لم يستغرب ذلك، ولكنه حين وضع يده على مقبض الباب ألفى به بللاً ووجد الحال على هذا المنوال عند كل باب، ولم يزل كذلك حتى اهتدى إلى ما قد حدث فدار بسرعة حول ركن إحدى الدور. وهناك رأى كلبه يمشي إلى كل باب ويمتحن بفمه مقبضه، ولم يترك في عمله هذا باباً واحداً»، لقد عرف الكلب بحدسه أن صاحبه مشغول، فقام بنفسه بالمهمة بدلاً عنه. فسبحان من علمنا وعلم الحيوانات ما لم تعلم، (أمان ربّي أمان).
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up