رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

(التضحية) أعظم خلائق الإنسان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تأسرني (التضحيات)، وكم تمنيت دائماً أن أكون من زمرة المضحين، رغم أن هناك مواصفات لهم قد لا أتمتع بها، وذلك من حيث الصحة النفسية والأخلاقية والدينية والإنسانية وكذلك الجسدية، وأغلب هذه المواصفات هي بعيدة كل البعد عني، ومع ذلك ما زلت أحاول أن أتشبث بها. ورفعوا رأسي ما قرأته عن طلاب إحدى المدارس الثانوية بمحافظة (الدرعية) بالرياض، وهم يتناوبون على حمل أحد زملائهم وهو يمني الجنسية من ذوي الاحتياجات الخاصة على أكتافهم صعوداً ونزولاً من قاعة الدرس، وخلال تنقلاته داخل المدرسة طوال ثلاث سنوات. وضرب الطلاب مثلاً في التعاون والتكاتف بحملهم لزميلهم، ووفقاً لصحيفة (الوطن) فإن واحداً من هؤلاء الطلاب ينتظره يومياً أمام باب المدرسة لحمله والتوجه به لقاعة الدرس، مما يدل على أصالة معدن شباب اليوم وحبهم لفعل الخير. وقال الطالب اليمني إن زملاءه لم يشعروه بالحاجة لاستخدام كرسي متحرك، وذلك بإصرارهم على حمله على أكتافهم، معبراً عن تقديره لهذا العمل النبيل الذي ظلوا يداومون عليه لسنوات. من جهته، عبر أحد الطلبة عن سعادتهم الغامرة بما يقومون به من واجب تجاه زميلهم، قائلاً: نحن نحتاج وجود مثل هؤلاء بيننا حتى نعلم ونقدر نعمة الله علينا، ويجب أن يعلموا أننا بحاجة لهم كما هم بحاجة لنا - انتهى. وهناك حادثة أخرى مشابهة تقريباً، وذلك عندما كانت الطفلة الصينية (فانغ ماي) ابنة الأربعة عشر ربيعاً ولدت وهي تعاني من عيب خَلقي جعلها غير قادرة على الوقوف والمشي وتعاني من آلام مبرحة في ظهرها، وتوفي والدها عندما كانت طفلة رضيعة وتزوجت والدتها بعد وفاته مباشرة. ومنذ ذلك الحين، تركت الأم ابنتها برعاية جديها، ولما كان جدها رجلاً طاعناً في السن، اضطرت الجدة إلى حمل أعباء الأسرة، بحسب ما ذكر موقع (أوديتي سنترال) للغرائب. واعتادت الجدة على الاستيقاظ عند الساعة الخامسة فجراً كل يوم للتحضير للرحلة الشاقة وعند السابعة تنطلق وهي تحمل حفيدتها على ظهرها لتوصلها إلى المدرسة، وتتوقف (5) مرات على الأقل على الطريق لتستريح من الحمل الثقيل على من هو في مثل سنها. وتتطلب الرحلة من البيت إلى المدرسة التي تقدر مسافتها بنحو كيلومترين من العجوز وحفيدتها نحو ساعة ونصف الساعة لتصلا عند الساعة (8:30) يومياً ولم تتأخر الطفلة عن هذا الموعد طوال خمس سنوات. وجاءت الأخبار السعيدة بعد أن تمت تغطية القصة من قبل وسائل الإعلام المحلية، وسارعت السلطات إلى التدخل ومنح العائلة منزلاً قرب المدرسة، وتوفير كرسي متحرك للطفلة تستطيع التنقل بواسطته بحرية دون مساعدة من أحد. ويا ليت السلطات أكملت معروفها، وكرمت تلك الجدة المضحية.
نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up