رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

الطائر ذو الجناحين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا شك أن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (2030) أتت في وقتها. صحيح أنها تأخرت كثيراً لا قليلاً، ولكن أن تصل متأخراً خيرٌ من أنك لا تصل وتظل تراوح في مكانك. إنني أعتبر هذه الرؤية قفزة جبارة إلى الأمام، إذا أحسنّا التعامل بها ومعها. والسياحة كما هو معلوم أصبحت صناعة وعلماً وفناً واستغلالاً راقياً لمعطيات الطبيعة، وهي باختصار كنز لا يفنى، بل هو يتجدد ويتطور، وهذا ما فطن إليه الأمير محمد. واليوم بدأت عجلة العمل في المشروع السياحي الكبير (نيوم)، والبقية سوف تأتي وتتمدد إن شاء الله.
وإنني أشبِّه المنطقة الغربية الشاسعة الممتدة على طول البحر الأحمر، أشبّهها بالطائر الفارد جناحيه شمالاً وجنوباً، وإذا اعتبرنا منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة هما جسم وقلب ذلك الطائر، فإننا لا نجانب الصواب، خصوصاً إذا عرفنا أن السياحة الدينية هي ركيزة أساسية في تلك الرؤية، فهذا هو عين الصواب، وهناك طموح لأن يصل عدد الحجاج والزوار إلى ما يقارب 30 مليوناً، وليس ذلك على الله بعزيز.
والرافد الآخر لذلك المشروع الحضاري هو الجناح الشمالي (نيوم)، وهو بالدرجة الأولى يركز على السياحة الشاطئية، ومن حسن الحظ أن كل المناطق والسواحل فيه لا تزال بكراً لم تتلوث. وقد ذكرت تفاصيله، ويستطيع أي باحث أن يطلع عليها.
ويبقى الرافد الآخر، وهو الجناح الجنوبي الذي لا يقل في الأهمية والجمال عن الجناح الشمالي، وهو الساحل الممتد من القنفذة شمالاً إلى الموسم جنوباً مروراً بالشقيق وجازان، وطوله لا يقل عن 500 كيلومتر. هذه المنطقة البكر الرائعة هي المنطقة المثالية للسياحة الشاطئية (الشتوية)، ففي هذا الفصل من السنة تكاد تنعدم السياحة الشاطئية في كل البلاد الأوروبية والعربية الممتدة على طول البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، وأقرب منطقة ملائمة لأي سائح يأتي من أوروبا مثلاً، هي هذه المنطقة التي ذكرتها، بما فيها جزر (فرسان) الثلاث، وما جاورها من 70 جزيرة أخرى.
والسائح الأوروبي وغيره إذا أتى إليها سوف ينعم بالشواطئ الدافئة والجو العليل، وإذا أراد أن يذهب إلى المرتفعات والجبال الخضراء الجميلة فهي على بعد (حذفة حصاة)، فمنطقة عسير لا تبعد عنه بالسيارة سوى ساعة أو ساعتين على الأكثر.
وإنني على يقين أن الأمير محمد بن سلمان غير غافل عن هذه المنطقة. وإذا كان البترول نعمةً من الله أنعم بها علينا، غير أنه مهما كان ناضب، أما السياحة فهي المعين الذي لا ينضب للأجيال المتعاقبة.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up