رئيس التحرير : مشعل العريفي

مشعل السديري : الواد واد... لكن الجوع قاتله!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : تناول الكاتب "مشعل السديري" موضوع "الفقر" وما قاله الأوائل عنه , حيث قال أن أبلغ ما قيل فيه عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): لو أن الفقر كان رجلاً لقتلته. وذُكر أن أبو علي القالي صاحب «الآمالي» ضاقت به الحال حتى اضطر أن يبيع كتبه، وهي أعز شيء عنده، فباع نسخته من كتاب «الجمهرة»، وكان كلفا بها فاشتراها الشريف المرتضى، فوجد عليها بخط أبي علي: آنست بها عشرين حولاً وبعتها فقد طال وجدي بعدها وحنيني وما كان ظني أنني سأبيعها ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ صغارٍ عليهم تستهل جفوني فقلت ولم أملك سوابق عبرة مقالة مكويّ الفؤاد حزين وقد تُخرج الحاجاتُ يا أم مالك ودائعَ من ربٍّ بهن ضنين
أبيات أبو العتاهية
وأضاف" السديري" في مقاله المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط" تحت عنوان "الواد واد... لكن الجوع قاتله" قائلا : كما أن أبو العتاهية قد قال: مَن مبلغٌ عني الإمام نصائح متوالية إني أرى الأسعار أسعار الرعية غالية وأرى هموم الدهر رائحةً تمرُّ وغادية وأرى اليتامى والأرامل في البيوت الخالية من بين راجٍ لم يزل يسمو إليك وراجية يشكون مجهدة بأصواتٍ ضعافٍ بالية مَن يُرتجى للناس غيرك للعيون الباكية من مصبيات جوع تمسي وتصبح طاوية
الجوع كافر
وأستكمل "السديري" قائلاً: وما دمنا بصدد الجوع الذي يصفونه (بالكافر)، فإليكم هذا الحوار: قال العتبي لرجل من أهل البادية: يا أخي إني لأعجب من أن فقهاءكم أظرف من فقهائنا، وعوامكم أظرف من عوامنا، ومجانينكم أظرف من مجانيننا، قال: وما تدري لمَ ذاك؟، قلت: لا، قال: إنه الجوع، ألا ترى أن العود إنما صفا صوته لخلو جوفه؟! – انتهى.
الخوارزمي يمدح الفقر
وأضاف "السديري" :لم أجد أحداً يمدح الفقير ويزين حاله غير أبو بكر الخوارزمي عندما قال: الفقير خفيف الظهر من كل حق، لا يطمع فيه جيرانه، ولا تنتظر في الفطر صدقته، ولا في النحر أضحيته، ولا في شهر رمضان مائدته، ولا في الربيع باكورته، ولا في الخريف فاكهته، ولا في وقت الغلة شعيره وبُرّه، وإنما هو مسجد يحمل إليه، ولا يحمل عنه.
الجوع قاتله وأختتم "السديري" مقاله بهذه الواقعة: قعد رجل على باب داره فأتاه فقير يسأل، فأجلسه ثم صاح بجارية عنده فقال: ادفعي إلى هذا (ملوكا) – أي طاسا للشرب – من حنطة، قالت: ما بقي عندنا حنطة، قال: فأعطِه درهماً، فقالت: ما بقي عندنا دراهم، قال: فأطعميه رغيفاً، قالت: وما عندنا رغيف، فالتفت إليه وقال: انصرف يا ابن ...، فقال السائل: سبحان الله تحرمني وتشتمني!، قال: أحببت أن تنصرف وأنت مأجور!! – انتهى. لدينا مثل في الحجاز يقول: الواد واد، لكن الجوع قاتله.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up