رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

ما رأيك أيها القارئ الكريم؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا أدري إلى أين يقودنا تطور العلم الحديث، فما كان حلماً أو خيالاً ساذجاً بالأمس، أصبح اليوم واقعاً، أما ما بعد اليوم فالله وحده هو الذي يعلم. وقبل ساعة من الآن قرأت الخبر التالي: أكد العلماء أنهم بصدد إنتاج لحوم مستزرعة صناعياً في المعامل، وقد تكون موجودة أمامك يا عزيزي القارئ في قوائم المطاعم من بداية عام 2019. وأفادوا بأن استزراع هذا النوع من اللحوم التي تسمّى «اللحوم النظيفة»، يتم معملياً من خلال بعض الخلايا الجذعية التي تؤخذ من بعض الحيوانات، ويتم التعامل معها كيميائياً لدفعها للنمو، وبالتالي الحصول على كميات أكبر من اللحوم للاستهلاك دون ذبح الحيوانات، كما أنها خالية من أي أمراض وبائية، وطعمها لا يختلف عن طعم أي لحوم طبيعية، وعليك أنت أن تختار حسب مزاجك سواء كنت تريد لحم عجل أو خروف أو حتى حاشي (no problem) - انتهى. أما في مجال استزراع الأعضاء، فهناك ما هو أعجب، فالعلماء يسعون لتنمية أعضاء خنازير آمنة، بما يكفي لزرعها في أجساد بشرية. ويمكن أن تساعد هذه الخطوة في تمهيد الطريق أمام زراعة أعضاء كاملة في أجسام بشرية دون خوف من إصابة المريض بعدوى من الفيروسات الارتجاعية. وبحسب الشبكة المتحدة لإحصاءات الأعضاء، فإن هناك آلاف الأشخاص الذي يموتون يومياً في العالم، وهم ينتظرون الدور ليأتيهم للزراعة، هذا غير الذين لا يجدون أساساً من يتبرع لهم بأعضاء. والأمر المذهل الذي قد يدعو للاشمئزاز هو: أن الخنازير هي المصدر الوحيد من بين جميع الحيوانات القابلة للاستخدام في عمليات زراعة الأعضاء، نظراً للتشابه والتطابق بين أعضائها وأعضاء البشر في الحجم، وهم يؤكدون على وجه التحديد إمكانية زراعة القلب والكلى والكبد والرئة من الخنازير، ولا أستبعد أيضاً إمكانية زراعة أعضاء أخرى هي أكثر حيويّة وعملية. ولله سبحانه حكمته في تحريم أكل لحم الخنازير، وتحصيل حاصل في تحريم وتجريم أكل الإنسان للحم أخيه الإنسان سواء كان حياً أو ميتاً، أو بين بين. الأمر الذي وقفت أمامه محتاراً هو: ما رأي مشايخنا الأفاضل لو أن هذه الزراعة قد أصبحت حقيقة واقعة؟!، وكان المريض مثلاً بين خيارين أحلاهما مر؛ إما أن يزرع له قلب خنزير أو يفطس (!!). وأجزم يقيناً أن من تُزرع في جسده هذه الأعضاء، لن يغضب منك بعد الآن لو أنك وصفته بالخنزير، بل إنه قد يشد على يدك ويبتسم قائلاً لك: شكراً.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up