رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

هزيمة جيش نسائي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تاريخ المرأة في المعارك والحروب يمتد إلى آلاف الأعوام وموجود في عدد من الثقافات والشعوب، أما في العصور الحديثة فالتجنيد الإجباري ليس مقتصراً على الذكور فقط، ولكنه شمل الإناث أيضاً. وتعد نيوزيلندا وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا والنرويج وإسرائيل وسويسرا من بين الدول التي تعطي للنساء أهمية كبيرة، وبينما استخدمت إنجلترا النساء خاصة من أجل المهام المدفعية، قامت الولايات المتحدة بجعلهن يتولين مهام الطائرات الحربية بشكل عام. كما أن الاتحاد السوفياتي جند أكثر من مليون امرأة ودربهن على السلاح والقناصة ومدافع الرشاشات وأطقم الدبابات، وكذلك على الطائرات الحربية منذ عام 1942 وأعطى لهن مهمة تفجير المدن الألمانية ليلاً، ونفذن آلاف الطلعات الجوية.
وإن نسيت فلا يمكن أن أنسى غالية البقمية - الملقبة بالمرأة الحديديّة - التي بعد أن توفي زوجها قائد الجيش حلت مكانه، وهزمت طوسون ابن محمد علي باشا في موقعة «بسل» الذي كان يقود جيشاً مكوناً من عشرة آلاف مقاتل أغلبهم من المرتزقة الأتراك، وذلك عام 1813، إبان الدولة السعودية الأولى. وفي القرن العشرين هناك تسع دول تولى وزارات الدفاع في حكوماتها نساء، وآخرهن الشيخة حسينة من بنغلاديش، وماريا دولوريز من إسبانيا. أما أغرب جيش فهو ذلك الجيش الذي أنشأه السلطان اغاد سلطان داهومي (بنين حالياً).
فقد دربه بشكل نظامي وأحسن تسليحه، وأهم ما في ذلك الجيش أنه كان كله من النساء، ولم يسمح السلطان لأي رجل بالانخراط فيه، والسبب الرئيسي أنهن كلهن كن زوجاته، واستطاع بهؤلاء الزوجات الشرسات المقاتلات المدججات بكل أنواع الأسلحة، أن يرهب جيرانه ويستولي على الكثير من أراضيهم، ويبدو أن تلك الانتصارات المتلاحقة قد سببت له نشوة عارمة أسكرته، فأخذته العزة بالإثم، وكانت غلطته الفادحة التي لم يحسب حسابها أنه أعلن الحرب على فرنسا المستعمرة لبعض البلاد المجاورة، وعند المواجهة سحق الجيش الفرنسي جيش السلطان النسائي المكون من ثلاثة آلاف امرأة، وذلك عام 1892، وذهب ضحية تلك المعركة أكثر من ألف قتيلة من زوجات السلطان، وألف أسيرة، والباقيات من الجيش هربن والتجأن إلى الغابات، وخلعن زيهن العسكري لكي لا يعرفن.
والمأساة أن إحدى المقاتلات الهاربات توجهت إلى زوجها السلطان وأفرغت رصاصات بندقيتها في صدره وقتلته، ولم يكن ذلك بسبب الهزيمة، لا أبداً، ولكن بسبب غيرتها، لأنه كان يفضل بعض زوجاته عليها. وتظل المرأة هي المرأة حتى لو وصلت إلى مرتبة جنرال، أو حتى وزيرة. كفانا الله شرها، وأعطانا الله خيرها.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up