رئيس التحرير : مشعل العريفي

مشعل السديري : يلعن أبو الفقر!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: نشر الكاتب السعودي مشعل السديري، بعض المواقف الصغيرة التي غيرت مسار دول وأفراد، مشيرا إلى المقولة المشهورة: إن الحرائق تأتي أحياناً من مستصغر الشرر. وذكر السديري مثالا لذلك في مقال له بعنوان "يلعن أبو الفقر" نشره بصحيفة "الشرق الأوسط"، مشيرا إلى الحريق المهول الذي لا يضاهيه حريق، والذي اجتاح مدينة لندن عام 1666.
الحريق الكبير وأوضح السديري أن سبب الحريق أن هناك خبازاً بريطانياً أوى إلى فراشه، ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه، وقد أدى ذلك الخطأ إلى اشتعال منزله، ثم منزل جيرانه، ثم الحارات المجاورة، إلى درجة أن نصف لندن قد احترقت. وبيّن السديري المفارقة الغريبة في اشتعال حريق لندن وهو أنه على الرغم من الألوف المؤلفة الذين راحوا ضحية الحريق المشؤوم لدجة أنه أصبح بعد ذلك يعرف بـ(الحريق الكبير)، إلا أن الخباز نفسه لم يصب بأي أذى.
الطاعون ورأى الكاتب أن مستصغر الشرر ليس مقتصراً على النيران فقط، ولكن قد تكون له أسباب تافهة أخرى، والمثال على ذلك أنه في عام 1347، دخلت بعض الفئران إلى 3 سفن إيطالية كانت راسية في الصين، وحين وصلت إلى ميناء جنوا الإيطالي خرجت منها، ونشرت الطاعون في المدينة، ثم في كامل إيطاليا، ثم انتشر في كامل أوروبا، وقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات، معقبا: وكان الطاعون أصلاً في ذلك الوقت قد قضى على نصف سكان الصين.
مستر هاريش ولفت السديري إلى واقعة أخرى حقيقية، وصفها بأنها من الأمور التي تجعل العقل يطير من النافوخ، قائلا: جاء فيها أن جورج هاريشن، من جنوب أفريقيا، باع مزرعته إلى شركة تنقيب بثمن بخس من الجنيهات، فقط لعدم صلاحيتها للزراعة. وأضاف الكاتب: وحين شرعت الشركة في استغلالها، اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الأرض، وأصبح بعدها هذا المنجم مسؤولاً عن 70 في المائة من إنتاج الذهب في العالم. وتابع السديري: الغريب أن مستر هاريشن لم ينتحر من شدة القهر، بل علق بكل برودة أعصاب أحسده عليها قائلاً: أشكر ربي لأنه أنقذني على الأقل من الخسائر التي كنت أتكبدها في زراعتي. وصنّف الكاتب هذا الرجل وتبين بأنه إما أن يكون أكثر إنسان قنوع في العالم، أو أنه أكثر الناس بلادة في العالم، معقبا بقوله: وأجزم أن الصفة الثانية هي التي تنطبق عليه تماما.
كاريكاتير سعودي ونوه الكاتب إلى أحد المواقف التي أضحكته، منها اطلاعه على كاريكاتير نشر في جريدة سعودية، مرسوم فيه اثنان يدخنان الشيشة، فقال الأول للثاني: تدري أن جارنا فلاناً يهرول كل يوم الفجر؟! فرد عليه الثاني دون أن يرف له رمش قائلاً: عالم فاضية. وأكد الكاتب أن هذا الكاريكاتير ذكّره بموقف آخر كان قد شاهده قبل سنوات، قائلا: عندما كنت أتفرج على أربعة يلعبون الكوتشينة (البلوت)، وكان التلفزيون وقتها ينقل خبراً بالصوت والصورة عن مركبة فضائية تدور حول القمر، فقال أحدهم لمن يقابله: انظر، انظر لهذا الحدث العظيم، فرفع رأسه ولوى بوزه مستهجناً وهو يقول: «الحقيقة، إنهم فاضيين، اتركهم»، ثم أردف قائلاً لرفيقه وهو يخبط بالورقة على الأرض: العب العب (صن)، يلعن أبو الفقر.
للاشتراك في خدمة “واتس آب المرصد” المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة “المرصد سبورت” أضغط هنا

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up