رئيس التحرير : مشعل العريفي

من هو الإمام "أبو داود " الذي عاش في القرن الثالث الهجري واهتم بجمع أحاديث الأحكام

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي المشهور بأبي داود، أحد علماء الحديث الستة، اشتهر بكتابه "سنن أبي داود"، الذي يشكل أحد مراجع الحديث النبوي.
وقد عاش في القرن الثالث الهجري، الذي شهد ثورة في جمع الحديث على يد ثلة من العلماء الأجلاء، معاصرا البخاري و مسلم وغيرهما من أهل الحديث.
النشأة والرحلات
ولد أبو داود سنة 202 هـ الموافق 817م وتوفي سنة 275 هـ الموافق 888م وكان مولده بمنطقة سجستان التي تسمى حاليا سيستان. لكنه تنقل في العديد من بلدان العالم الإسلامي، كما كان شأن علماء ذلك العصر، وهم يبحثون عن العلم والمعرفة، وبهذا فقد زار مصر والشام والعراق وخراسان.
وقد سمع الحديث عن العديد من أهل زمانه بالبصرة و الكوفة و دمشق و بغداد وبلخ وغيرها من المدن، وعلى رأسهم البخاري الذي عاش معاصرا له.
كتاب السنن
أنجز الإمام أبو داود كتابه الشهير "السنن"، وقام بعرضه على الإمام أحمد بن حنبل الذي استحسنه.
وفي هذا الكتاب لم يقتصر على الحديث الصحيح، بل شمل الحسن والضعيف والمحتمل وما لم يجمع على تركه، وكانت حصيلته 4800 من الأحاديث التي انتقاها من 500 ألف حديث.
واهتم في كتابه بجمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم وبنيت عليها أحكام العلماء في الأمصار، وهي ما يعرف بأحاديث الأحكام، وقد ذكر أنه اهتم فقط بالأحكام ولم يخرّج أحاديث الزهد والفضائل.
وقد جاء كتاب السنن لأبي داود مرتباً على شكل أبواب وهي 1871 بابا في 35 كتابا، وفيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول والموقوفة على الصحابة والآثار المنسوبة إلى العلماء التابعين.
وقد قال عن كتابه: "ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئا.. فهو صالح".
شروحات على السنن
قام عدد من العلماء بعمل شروحات على كتاب "سنن أبي داود"، ومنها: معالم السنن لأبي سليمان الخطابي المتوفى سنة 388هـ، وشرح السيوطي المتوفى 911هــ وشرح للسندي المتوفى 1138هـ .
مؤلفات أخرى
لأبي داود العديد من المؤلفات الأخرى غير السنن، التي أظهرت تنوع علمه وسعته، ومنها: المصاحف، العدد، المراسيل مع الأسانيد، الناسخ والمنسوخ، الدعاء، الزهد، دلائل النبوة، وغيرها.
وفاته
وقد توفي بمدينة البصرة سنة 275هـ بعد حياة حافلة بالعلم والالتزام الذي جعله مضرب مثل في التمسك بالسنة النبوية في العمل، وهو ما سار عليه ابنه أبوبكر من بعده في المنهج ذاته.

arrow up