رئيس التحرير : مشعل العريفي

ميليشيات إيرانية على شاكلة حزب الله .. تحكم العراق

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: دخلت الحرب على داعش في الموصل مرحلتها الأخيرة، حيث لم يبق سوى ربع المدينة تحت سيطرة التنظيم.
وحول مصير القوات المشاركة في الحملة على الموصل، كتب، في مجلة وور أون ذا روكس، مايكل نايتس، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وزميله مايكيل ايسينتدات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية لدى المعهد، متساءلين عما إذا كانت الحكومة العراقية ستسمح لما تبقى من الجيش الأمريكي هناك بمواصلة مهمته في العراق .
تعليق وفي بحثهما عن إجابة لتساؤلهما، لفت الباحثان إلى رأي عرضته ميليشيات شيعية مدعومة من إيران. فقد قال جعفر الحسيني، قائد بارز في ميليشيا كتائب حزب الله، والمتحدث باسمها، في بداية مايو( أيار) الجاري، لوسائل إعلام رسمية إيرانية: "إذا لم يغادر الأمريكيون العراق، بعد طرد داعش، فسوف يصبحون في مرمى المقاومة الإسلامية العراقية".
بلا خوف ويشير نايتس وايسينتدات لصدور مثل تلك التصريحات بلا خوف من ردة فعل الحكومة، وهي تطرح سؤالاً: "من يحكم العراق فعلياً؟". وبرأي الباحثين، يمثل مستقبل قوات الحشد الشعبي في العراق، أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة العراقية وشركاؤها في التحالف الدولي، كالولايات المتحدة، خصوصاً لدورها الكبير في وقف تقدم داعش بعدما غزا شمال ووسط العراق في صيف 2014.
دور طهران وبحسب الباحثين، يركز صناع السياسة الأمريكية، بشكل خاص، على الدور الذي تلعبه قوات الحشد الشعبي المدعومة من طهران في دعم المساعي الإيرانية لإعادة تشكيل بعض أجزاء المنطقة على صورتها. وينطوي أحد الاحتمالات على تحول تلك القوات لما يشبه حزب الله في لبنان، بتحولها إلى حركات سياسية ذات أجنحة عسكرية وخيرية، خارج إطار سيطرة الدولة، ولكن مقبولة من الحكومة.
مؤسسة موازية ويشير نايتس وايسينتدات إلى أنه مع انضواء قوات الحشد الشعبي رسمياً، وبصورة مؤقتة، تحت لواء القوات الأمنية العراقية، قد تتحول أيضاً تلك القوات إلى مؤسسة عسكرية رسمية موازية شبيهة بفيالق الحرس الثوري الإيراني، لإحداث توازن مع قوات أمريكية ووحدات عراقية دربتها قوات التحالف الدولي.
قوة مضادة ووجد الباحثان من خلال دراستهما أن تلك الميليشيات الشيعية، مثل كتائب حزب الله، أو عصائب أهل الحق، تواجه مستقبلاً غير مضمون، وقد تواصل تحولها لتصبح نموذجاً لحزب الله في لبنان. ولكن حركة مقتدى الصدر، المعارض حالياً لإيران، تقف بالمرصاد لتلك الميليشيات. وفي نفس الوقت، لا يحتمل تشكل قوة عسكرية موازية شبيهة بقوات الحرس الثوري الإيراني في العراق.
من ثم يلفت نايتس وايسنتدات لتأسيس إيران لحزب الله اللبناني في بداية الثمانينات، ومحاولتها تطبيق ذلك النموذج في العراق، عبر دعمها، منذ أكثر من عشر سنوات لكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. كما تحاول تطبيق هذا النموذج في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة هناك في عام 2011، عبر دعمها لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام.
تنافس سياسي وباعتقاد الباحثين، ينظر عدد من الميليشيات العراقية الشيعية لنموذج حزب الله في لبنان، بأذرعه العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بوصفه مثالاً يحتذى، وبكونه تجربة ممكن تطبيقها لتوسيع نفوذها وقوتها السياسية.
ويبدو ذلك جلياً عبر التنافس السياسي لتلك الميلشيات، وعبر أساليب عملها. وكما هو حزب الله في لبنان، تروج تلك الميلشيات لشعار "المقاومة المسلحة" ضد صدام بداية، ومن ثم الولايات المتحدة، وأخيراً ضد داعش وقوة سورية سنية معارضة.
فرصة ويرى نايتس وايسنتدات أنه ما زال هناك وقت لوقف المكاسب التي حصدها وكلاء إيران خلال السنوات الثلاث الأخيرة. فقد فقدت الدولة العراقية معظم قدراتها على استخدام القوة بعد انهيار الجيش العراقي في عام 2014. ولكن الانتصارات التي تحققت في تكريت والرمادي والموصل، ولدت فرصة لإعادة بناء الجيش العراقي، ولإنشاء قوة لمحاربة الإرهاب لتصبح كحصن يقي من احتمال عودة داعش، وللوقوف في وجه ميليشيات مدعومة من إيران تنضوي حالياً ضمن قوات الحشد الشعبي.

arrow up