نحتاج إعلام (تحليلي) !؟

لا جدال بأن الحروب الإعلامية التقليدية الساخنة (المباشرة) لم تُعد مجدية بوصفها ذات صبغة ورطانة عدائية واضحة وكثيراً ما تُجهض تُرهاتها ومغالطاتها في حينها ومن دون عناء الرد وتفنيدها بخطاب مضاد لسبب أنها معلنة العداء وبطبيعة الحال يشوبها ما يشوبها من التسويف والمهاترات لذا أصبح توجه بعض منصات الإعلام لأساليب متًوارية مستترة وفيها ما فيها من التذاكي والخبث إن صح التعبير فظاهرها قد لا يوحي بأنملة عداء وربما ينضح بالصداقة والحميمية لكن باطنها يشي بالشر المستطير وغالبا هذا المحتوى يُخاظب الشعوب مستخدماً الإسقاطات والإيحاءات من دون حتى أن يلمح بذلك ويسميه من هنا تكمن خطورة وإن شئت (مُخاتلة) الإعلام المعادي من هذا النوع تحديداً وهو لا شك أكثر تربصاً وخطورة من العدو الظاهر والمُعلن ! إلي ذلك نحتاج كوادر إعلامية مؤهلة وعلى درجة من الحس الإعلامي واستشعار (المحتوى المبطن) مهمتها تحليل الخطاب الإعلامي واستبطانه وعدم الاكتفاء بصيغته ومحتواه العيني بقدر تشخيصه وتمحيص أبعاده ومراميه وما ينضوي تحت لوائه من إيحاءات وربما رسائل أو كما يقال استشراف ما وراء الأكمة !؟