رئيس التحرير : مشعل العريفي

نيويورك تايمز: أردوغان فشل في توظيف قضية خاشقجي للنيل من ولي العهد وتحييد السعودية‎

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الاخباري

https://shamel.org/panner

صحيفة المرصد : كشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن الأهداف والمكاسب التي حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يجنيها من وراء توظيف حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدة أنه ناور على محورين، أحدهما النيل من مكانة ولي العهد ، والثاني محاولة التقرّب من ترامب لتقديم بلاده كحليف لأمريكا في الشرق الأوسط بدلاً من السعودية .
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن “الرئيس ترامب عطل بموقفه الواضح والحازم من العلاقة مع السعودية، ما سعى أردوغان لتحقيقه على مدار أسابيع من التسريبات الإعلامية بتتابع مخابراتي، والتي كان الهدف منها النيل من مكانة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأخذ مكان السعودية في التحالف مع الولايات المتحدة بالشرق الأوسط”.
مكسب يتيم
وأضافت الصحيفة، أن “أردوغان استطاع خلال اشتغاله بقضية خاشقجي أن يفتح بابًا مع الكونغرس الأمريكي، وأن يُلطّف الأجواء مع مجاميع كبيرة من السياسيين والتشريعيين الأمريكان الذين يأخذون على تركيا، وهي عضو بحلف الأطلسي، تراجع الحياة الديمقراطية فيها، وتذبذب مواقفها وهي تتحول إلى روسيا لشراء نظم مضادة للصواريخ”.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي التركي السابق، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية في إسطنبول “سنان اولغين”، أن المكسب الوحيد الذي خرج به أردوغان من هذه اللعبة، هو “بناء رصيد سياسي” في واشنطن.
وأضاف اولغين، أن “فشل الرئيس التركي في إحداث تغيير بالسياسة الأمريكية في الشرق الأسط، لا يعني أنه سيتوقف عن استخدام ورقة خاشقجي في الضغط على القيادة السعودية، بدعاوى طلب لجنة تحقيق دولية”.
وقالت التايمز، إن “أوراق أردوغان الدولية الآن أقوى منها قبل أن يدخل خاشقجي مبنى القنصلية السعودية يوم الـ2 من اكتوبر الماضي”، وهو الذي كان يتعرَّض لحملة دولية بسبب ما فعله من اعتقالات وتنكيل بحوالي 100 ألف مواطن في دولته منذ المحاولة الانقلابية قبل عامين.
تغيير التحالفات
صحيفة نيويورك تايمز، أشارت إلى أن المسؤولين الأتراك كانوا يركزون، في ذروة التسريبات المخابراتية، على إحداث تغيير في تحالفات الإدارة الأمريكية بالشرق الأوسط، على أمل أن تبتعد واشنطن عن السعودية والإمارات ومصر.
واستذكرت أن تركيا كانت تشتبك مع السياسة السعودية في بضع جبهات منها المقاطعة العربية الرباعية لقطر، فضلًا عن معارضة حكومة أردوغان للنهج الأمريكي – السعودي في مواجهة الأطماع الإيرانية بالمنطقة.
ونقلت الصحيفة عن “سنان أولغين”، أنه كان يُفترض بالبرغماتية التركية، أن تعي سلفًا أن ترامب لن يتخلى عن ولي العهد . لكن المحللة السياسية “ايدنتاشباش” خالفت هذا الرأي بالقول، إن “أردوغان ذكي وكان يعرف سلفًا أن ترامب لن يتخلى عن تحالفه مع السعودية، ولذلك كان أردوغان يريد فقط إحراز بضع نقاط في استعادة علاقته مع واشنطن، وهو ما تحقق له بالتوافق بينه وبين ترامب”.
بنود المقايضة
وأعطت “ايدنتاشباش” شواهد على المقايضات التي حصّلها أردوغان من الإدارة الأمريكية في لعبة توظيفه لقضية خاشقجي، مشيرة إلى “الإفراج عن القس الأمريكي اندرو برونسن في مقابل وعد من الإدارة الأمريكية بأن تعيد قراءة ملف المعارض التركي فتح الله غولن الموجود في بنسلفانيا، كما بدأت أنقرة وواشنطن دوريات مشتركة في منبج بشمال سوريا”.
استغلال الضحية
يشار إلى أن دعاوى داخل تركيا وخارجها بدأت خلال الأيام القليلة الماضية تتساءل عن الطريقة المخابراتية التي حصلت بها تركيا على تسجيلات مقتل خاشقجي، كذلك عن الأسباب السياسية والأخلاقية التي جعلت القيادة التركية، وهي تعرف سلفًا بما ينتظر خاشقجي في القنصلية، لا تحذّره وتوقف قتله، بل تركته يلاقي مصيره لتوظف القضية كلها في لعبة سياسية.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up