رئيس التحرير : مشعل العريفي
 كوثر الأربش
كوثر الأربش

هل بشار إنسان؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

فكرت مرة أن الطغاة في العالم بشر مثلنا؟ فكرةٌ كهذه سوف تجعلك مشوشًا وقلقًا للغاية. لأن سؤال العلة سيشق رأسك نصفين. كيف يتحول البشر لفراغ هائل، فراغ بمعناه العدمي. العدم الذي لاتجدي معه دوافع القيم والأخلاق، معاني الكرامة والعزة والخير. هذا التلاشي الغريب للإنسان لم يبدأ اليوم، بدأ منذ مدة طويلة، ربما لم يسجلها التاريخ حتى. لأن الإنسان أخذ يتصاعد نحو إنسانيته، عرف أن الصدق والكرم والرحمة والإيثار والإغاثة والمشاركة. كل تلك قيم تجعله أكثر سموًا! وتجعل وجود عقله أكثر جدوى. لأسباب عدة تراجع هذا الإنسان القيمي، وأخذ في مشروع التلاشي. ليس من قبيل التشاؤم، أقول هذا لأنه الواقع، لأن الحضارة الغربية التي غزت العالم، «وعولمته»، استطاعت أن تروج لأنانيتها المفرطة، للفرادنية، لمستقبل الواحد، لموت الجماعة. ونحن جزء من هذا العالم، طالنا المد، غسلت قيمنا العولمة. الله ما أحلى تلك القيم، عندما كانت المشاركة ثقافة، والكرم سمة، والرحمة والحب والجيرة والمساعدة، يمثلان العروبة، حتى في صعاليكها. إني امرؤ عافي إنائي شركة وأنتَ امرؤ عافي إنائِكَ واحدُ اتهزأ مني أن سمنت وأن ترى بوجهي شحوبَ الحقِّ، والحقُّ جاهد أُقسّمُ جسمي في جسوم كثيرة وأحسو قراح الماء والماء بارد هكذا قال عروة بن الورد، وهو من صعالبك العرب. العرب الذي ينتمي إليهم بشار الأسد، حسن نصر الله والبغدادي!. هل ثمة عار أكثر أن تنجب العروبة أمثال هؤلاء من قتلة الأطفال والنساء؟ لن أستطرد في العروبة، دعنا نعود لسؤالنا الأول والأشمل، كيف تحول الإنسان لفراغ.. فراغ يبعث على الحيرة والألم معًا. ولأني لا أمتلك جوابًا، مثلك. ولا يسعني رصد مسيرته الراكضة نحو التلاشي، سأنتقل للسؤال التالي: كيف نستعيده للوجود؟ أعني كيف نبعث الإنسانية من جديد؟ الإجابة لن تكون بعيدة كثيرًا. ليس كثيراً على عمر الكون: لعهد الرسول الأكرم، حينما أكمل الإنسان، جعله كائناً يزخر بالرحمة والحب والتعاون والتآزر. نحن حقًا، وأقولها بملء ألمي، لن نخلص أمتنا، لن نستعيد الإنسان، قبل أن يختفي أمثال بشار، بشار الذي جعل الأطفال بلا بيوت، والآباء بلا كرامة والنساء بلا سند. بشار الذي أباد حلب بكل وحشية، وصديقه نصر الله يلقي خطاباته الكذابة عن فلسطين! لن يحدث ذلك، الا بالعودة للمنبع الصافي، للمثال في أنقى صوره، لما أراد لنا الله أن نكون. أن نكون بشراً سجد من أجله الملائكة ووهبه عمارة الأرض. نقلا عن الجزيرة

arrow up