رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

هل صدقت أم كذبت؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

شاهدت بالتلفزيون من يتكلم عن حادثة مثيرة في مدينة صغيرة هادئة (بفنلندا)، عدد سكانها لا يتجاوز 40 ألف شخص، جميعهم من المسيحيين باستثناء أقلية يهودية. ويوجد في هذه المدينة 5 كنائس، إلى جانب معبد يهودي واحد، ولعل الفصل المشوق في هذه الحادثة هو أن هذه المدينة استقبلت في عام 2016 نحو 20000 لاجئ سوري، جلهم من المسلمين. لذا، فقد قرر المجلس المحلي في المدينة، وبالتعاون مع رجال الدين في الكنيسة، تخصيص إحدى الكنائس لتحويلها إلى مسجد. لذا، تطوع أبناء المدينة على مدى شهرين بتكاليف عملية التحويل من كنيسة إلى مسجد. وفعلاً، فقد جرى استكمال هذه العملية مع نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2016، على أن يفتتح المسجد في أول جمعة من شهر يناير (كانون الثاني) 2017. ولكن ما حدث بعد ذلك كان مخجلاً ومثيراً للدهشة، فقد اجتمع عدد كبير من أولئك المسلمين اللاجئين في ساحة قريبة ليلة افتتاح المسجد بهدف اختيار إمام له، إلا أنهم اختلفوا على هذا الإمام، بعد أن انقسموا إلى 5 مجموعات، كان لكل جماعة إمام تسعى لتنصيبه لذلك المسجد، ليتطور الخلاف إلى اشتباك بالأيدي، ثم إلى شغب واضطرابات ومطاردات في الشوارع. وتدخلت شرطة المدينة لفك الاشتباك بين هذه الجماعات، مما دفع بالمجلس البلدي بالمدينة إلى الاجتماع بصورة طارئة، واتخاذ قرار بإغلاق المسجد الذي كان من المفترض أن تقام فيه أول صلاة جمعة - انتهى. (يا عيب الشوم) - مثلما يقول إخواننا وأهلنا في سوريا - أإلى هذا الحد وصل التشرذم بيننا حتى في مجال العقيدة؟! فعلى الأقل، ألم يرسخ في وجداننا ذلك المثل الذي نردده ليلاً ونهاراً، القائل: (يا غريب كن أديب)؟! فأي انطباع أخذه شعب فنلندا عن ديننا بعد ذلك؟! إنني على يقين لو أن هناك فرداً واحداً من ذلك الشعب قد (هفته) نفسه يوماً أن يسلم، فسوف يقع في (حيص بيص)، لأنه سوف يتساءل: من هو الذي على حق من هذه الفئات الخمس المتصارعة؟! إنني بعد مشاهدتي لتلك المهزلة المفجعة، تذكرت على الفور ما تحدثت به المستشارة الألمانية ميركل، عندما قالت: الناس في الهند والصين لديهم أكثر من 150 رباً، و800 عقيدة، ومع ذلك يعيشون بسلام، بينما المسلمون لهم (رب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد)، لكن شوارعهم تلوثت باللون الأحمر من دمائهم؛ القاتل يصرخ قائلاً: الله أكبر، والمقتول يصرخ قائلاً: الله أكبر - انتهى. فهل صدقت هذه المستشارة أم كذبت؟! أترك لك أيها القارئ الكريم الإجابة، فقلبي موجوع، وعقلي قد (تتربس).
نقلًا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up