رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

هل فهم الحوثيون الدرس ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تواترت أخبار متفرقة يوم أمس أن وفدا يمثل الحوثيين وصل إلى المملكة طلبا لإنهاء الحرب التي يشنها تحالف عاصفة الحزم عليهم وحليفهم الرئيس السابق علي صالح منذ عام. وإذا صح هذا الخبر، وهو ما نتمناه، فإن الحوثيين يكونون قد عرفوا ولو متأخرين أنهم لن يكسبوا الحرب ولن تتحقق طموحاتهم العبثية وهلوساتهم الخيالية أن باستطاعتهم السيطرة على اليمن وتسليمه في النهاية بشكل غير مباشر لداعمهم الاستراتيجي الإيراني لتأسيس بؤرة تخريب جديدة في خاصرة المملكة ودول مجلس التعاون والتحكم في الممرات المائية والعبث بمقدرات المنطقة.

لقد اشتغل بعض الإعلام المأجور الذي يستثمر الأزمات دون ضمير على تسويق فكرة أن الحوثيين يقاومون بقوة وأنهم أنهكوا قوات التحالف ولولا ذلك ما استمرت الحرب كل هذه المدة، وقد صدق بعض المخدرين هذه المقولة وخدعوا بها كثيرا من السذج والبسطاء في اليمن وخارجه، مع أنهم يعرفون يقينا أن التحالف بقوته المتطورة يستطيع تدمير الأخضر واليابس لو أراد، ولكن ليس هذا هدفه أو ما تريده الدول المشتركة فيه لأن الهدف محدد وهو شل كل مقومات المتمردين وإجبارهم على الإذعان للشرعية دون مساس بالمدنيين، ولأن الحوثيين عصابات وليسوا جيشا نظاميا فإن في ذلك شيئا من الصعوبة لمحاصرتهم والسيطرة عليهم، ولكن في النهاية استطاع التحالف بتكتيكاته العسكرية المضافة إلى العمل السياسي والاستخباراتي، استطاع إجبارهم على الشعور الأكيد بأنه لا مجال أبدا أن يكسبوا مثقال ذرة في الحرب وأن حليفهم الإيراني لن يستطيع إنقاذهم لأن اليمن خط أحمر غير مسموح له بتجاوزه.
لقد أذنب الحوثيون وصالح بحق اليمن واليمنيين وارتكبوا جريمة لن يغفرها لهم التأريخ اليمني، وحتما لم يبادروا بطلب إنهاء الحرب إلا لعجزهم وفشلهم، ولكن تجاربنا معهم وتجارب اليمنيين تؤكد أنه لا يمكن الوثوق بهم بسهولة، وبالتالي حتى لو كانوا صادقين هذه المرة فإنه لا بد من وجود كل الضمانات التي تمنعهم من محاولة التهور مجددا، ولا بد لهم من تنفيذ كل بنود المبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة حرفيا وفورا، وبدون ذلك ليس أمامهم سوى الاستسلام بالقوة التي يعرفون جيدا أنهم أضعف بكثير من مواجهتها.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up