رئيس التحرير : مشعل العريفي

هل كان رأفت الهجان جاسوساً إسرائيلياً؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: توفي رفعت علي سليمان الجمال، رجل الأعمال المصري، في منزله بألمانيا بعد صراع مع مرض السرطان، ليدفن معه ولسنوات طويلة أخطر الأسرار في تاريخ الحروب والمواجهات الاستخباراتية بين مصر و إسرائيل.
لكن في العام 1987 وبعد وفاته بخمس سنوات أعلنت المخابرات المصرية القليل جداً عن تفاصيل هذا الرجل الغامض وتاريخه ودوره في العمل لحسابها داخل إسرائيل و الجيش الإسرائيلي، من خلال رواية ومسلسل درامي باسم "رأفت الهجان" قام بدور البطولة فيه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ، وفقاً لموقع العربية نت.
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تخرج الروايات من داخل إسرائيل زاعمه أن الجمال كان عميلاً مزدوجاً، وأنه عمل لحساب إسرائيل وليس مصر وآخرها ما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية منذ أيام.
اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات المصرية السابق، وأحد الذين تعاملوا مع الملف 313 الشهير بملف رأفت الهجان كشف في حديث وفقاً لموقع "العربية.نت" أن ما نشرته صحيفة "هآرتس" لا أساس له من الصحة وخزعبلات تروجها إسرائيل من حين لآخر لتأكيد قوة جهاز مخابراتها " الموساد "، مؤكداً أن رفعت الجمال، الشهير برأفت الهجان، كان عميلاً مصرياً 100% وتم تأهيله للإقامة والاندماج داخل إسرائيل بمعرفة جهاز المخابرات المصرية، في ملحمة بطولية مخابراتية.
وأضاف أن رفعت تم اكتشافه بواسطة ضابط الشرطة أحمد رشدي الذي أصبح وزيراً للداخلية في أوائل الثمانينيات، وقدمه للواء عبدالمحسن فائق، أحد قادة المخابرات في حينه والذي قدم دوره في المسلسل الفنان يوسف شعبان باسم "محسن ممتاز"، وتم تأهيله للمهمة بالتعاون مع اللواء حسن بلبل الذي أدى دوره في المسلسل الفنان مصطفى متولي، واللواء عبدالعزيز الطودي الشهير في المسلسل باسم "عزيز الجبالي"، ثم تابع عمله داخل إسرائيل اللواء محمد نسيم الذي أدى دوره في المسلسل الفنان نبيل الحلفاوي.
معلومات صحيحة ودقيقة
وقال اللواء رشاد إنه تولي الملف العسكري الإسرائيلي عقب عام 1967 وحتى العام 1973، وتابع من خلال منصبه المعلومات التي كان يرسلها الهجان وكلها معلومات تم التأكد من صحتها ومطابقتها على أرض الواقع، مضيفاً أن ما يؤكد عدم صحة مزاعم إسرائيل هو نجاح مصر في اختراق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وكذلك القوات الجوية الإسرائيلية بفضل جهود رأفت الهجان. ولو كان ما تقوله إسرائيل صحيحاً لما توصلنا لمعلومات في غاية الأهمية عن بعض الأسلحة الإسرائيلية، ولما ضللناها حتى نجحنا في بناء حائط الصواريخ وتطوير صواريخ الكتف المحمولة "إم دي".
وأشار إلى أن الهجان نجح في تجنيد قادة كبار داخل الجيش الإسرائيلي وقادة بارزين داخل القوات الجوية الإسرائيلية وشخصيات عامة، وكانت تقاريره التي تأتينا عن الجيش الإسرائيلي والرأي العام الإسرائيلي من خلال علاقاته المتشعبة والمتعددة من أهم التقارير والمصادر التي تضع تحت أعيننا أغلب ما يجري داخل إسرائيل، مؤكداً أن الهجان كان يدعو قادة بالجيش الإسرائيلي للغداء معه ويحصل منهم على ما يريد من معلومات خطيرة، كانت تتواجد على مكاتبنا خلال ساعات قليلة من لقائه بهم.
ملحمة 6 أكتوبر واستغاثة غولدا مائير
وقال إنه بفضل معلومات الهجان وغيره من المصادر، تمكنت مصر في حرب 6 أكتوبر من تقديم ملحمة عسكرية أجبرت غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، على توجيه رسائل لأميركا في اليوم التالي للحرب وهو 7 أكتوبر تحت عنوان "أنقذوا أرواحنا".
ماذا قال رفعت الجمال في مذكراته؟
من جانب آخر، وفي مذكراته التي كتبها بخط يده وحسب روايات زوجته، فولتراود الجمال، التي نشرتها في كتاب يحمل اسم قصة "الجاسوس المصري رفعت الجمال.. 18 عاماً من الخداع لإسرائيل، الصادر عن دار الأهرام للترجمة والنشر عام 1994، يقول الجمال:
"خلال زيارتي الأخيرة لإسرائيل عمدت إلى أن أقوم بآخر عملية تجسس لي وربما الأهم والأخطر شأناً لصالح مصر، كانت العلاقات السياسية بين إسرائيل ومصر قد تدهورت مرة أخرى مع استمرار الجدل بشأن شبه جزيرة سيناء وللمرة الثانية أخذ القدر مساره في اتجاه العنف واكتشفت من خلال سام شواب أن ثمة تخطيطاً لتوجيه ضربة عسكرية أخرى ضد مصر وأدركت أن من واجبي أن أعمل وتلقيت معلومات عن طريق كل من (شواب) و(ديان) و(وايزمان) عن الخطط العسكرية المختلفة المبيتة.
كان كل شيء بدا واضحاً أمامي، وغمرتني الرغبة في الضحك.
على مدى كل هذه السنوات كنت أعد العدة لكي أترك إسرائيل وإلى الأبد، وأن أترك عملي مع جهاز المخابرات المصرية، وعندما حان الوقت لذلك استطعت أن أنجز أروع أعمالي. وتوفرت لي معلومات تزيد عن الحاجة، نقلتها جميعاً: الزمن والتاريخ والموقع، كل شيء كان هناك.
وصدقني المصريون هذه المرة على نحو ما تشير أحداث التاريخ، وغمرتني سعادة بالغة لذلك، ولأول مرة انتصرت مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 وقررت أن هذه نهاية عظيمة لمهمتي، وأبلغت رئيسي أن هذه نهاية عملي معهم وعدت إلى ألمانيا، حيث حصلت على الجنسية الألمانية، وحصل دانييل بدوره على جواز سفر ألماني، وأصبحت إقامتنا الآن شرعية في البلاد، وسرني أن تخلصت من جواز سفري الإسرائيلي، ففي النهاية كنت دائماً مصرياً في صميم فؤادي، بل كان الزعم بأنني إسرائيلي أو يهودي يجرحني في داخلي، ولكن كان الواجب يقتضيني أن أنجز مهمتي، وقد أديتها على خير وجه، وأستطيع أن أقول بشكل ما إنني كنت فخوراً بنفسي قليلًا.
وطلبوا مني أن أحضر إلى ميلانو مرة أخرى، حيث قال لي رئيسي الضابط المصري حسن: لقد أنجزت عملاً بالغ الروعة ونحن فخورون بك، لقد استطعت أن تقدم أكثر مما كنا نتوقع، فما هي خططك الآن؟
وقلت أريد لعملي في مجال البترول أن ينجح، وحيث إنني حصلت على الجنسية الألمانية الآن، فإنني أستطيع أن أدع أمر إسرائيل جانباً، وأصب اهتمامي على حياتي الخاصة.
ورد الضابط حسن قائلاً: هناك في مصر أيضاً حجم أعمال ضخم في مجال البترول، نستطيع أن نساعدك على النجاح في هذا المجال كتعبير عن عرفاننا بجميلك الذي أسديته، لكن تذكر أن اصطحابك لأسرتك إلى مصر يمكن أن يكشف ما قمت به من قبل، وبالتالي يهددك ويهددهم كذلك.
وقلت لن أترك أبداً أسرتي، هي كل ما لي.
ورد الضابط حسن: ستكون بذلك مصدر خطر شديد على أسرتك، نحن متكفلون بحمايتك، ولكننا لا نستطيع حماية زوجتك وطفليك طوال الوقت. إذا لم تكن على استعداد لأن تتركهم في ألمانيا فستضطر إلى البقاء باعتبارك جاك بيتون الألماني، الذي عاش في إسرائيل يوماً ما، فكر في هذا وتدبر الأمر.
وقاطعته قائلاً: هل هذا معقول؟ إنني أحب فالتراود والطفلين حباً من كل أعماق نفسي، لا سبيل على الإطلاق إلى أن أتركهم.
واستطرد الضابط حسن قائلاً: جميل، إذا كان هذا هو ما تريد فليكن. غير أننا معنيون بك ليس إلا. أسرتك هي شأنك، إذا بقيت معهم، لن تستطيع العودة إلى مصر وتصبح رفعت الجمال كذلك ستكون مسؤولاً عن نفسك، وإذا ما اكتشفت المخابرات الإسرائيلية حقيقة ما فعلت فإنهم سيعثرون عليك أينما كنت.
وقلت: إنهم لن يكتشفوني، لقد عشت داخل عرين الأسد زمناً طويلاً وأعرف حيلهم لقد سددت ديني إلى مصر ثلاثة أضعاف، وسوف أتصرف على مسؤوليتي مثلما اعتدت دائماً. وإذا كان قدري هو أن أواصل العيش باسم جاك بيتون فليكن، غير أنني لن أترك زوجتي وطفلي تحت أي ظرف من الظروف، إنهم مسؤوليتي وأنا أحبهم إلى أقصى الحدود.
وقال الضابط حسن: وهو كذلك يا جاك بيتون، لقد حددت اختيارك وأصبحت كما قلت لك مسؤولاً عن نفسك، نحن نشكر جهودك ونرجو لك حظاً طيباً. كان الله معك".
[caption id="attachment_111170" align="alignnone" width="500"]رفعت الجمال (الهجان) رفعت الجمال (الهجان)[/caption]
[caption id="attachment_111171" align="alignnone" width="500"]جواز سفر الجمال (الهجان) جواز سفر الجمال (الهجان)[/caption]
[caption id="attachment_111172" align="alignnone" width="500"]اللواء عبدالمحسن فائق أول من تولي تجنيد الهجان اللواء عبدالمحسن فائق أول من تولي تجنيد الهجان[/caption]
[caption id="attachment_111173" align="alignnone" width="500"]ضابط المخابرات المصري محمد نسيم الذي تابع ملف الهجان ضابط المخابرات المصري محمد نسيم الذي تابع ملف الهجان[/caption]
[caption id="attachment_111174" align="alignnone" width="500"]ضابط الجيش أحمد شفيق زوج شريفة شقيقة الهجان ضابط الجيش أحمد شفيق زوج شريفة شقيقة الهجان[/caption]
[caption id="attachment_111175" align="alignnone" width="548"]عائلة الهجان عائلة الهجان[/caption]
[caption id="attachment_111176" align="alignnone" width="500"]مقر شركة الهجان في إسرائيل مقر شركة الهجان في إسرائيل[/caption]
[caption id="attachment_111177" align="alignnone" width="500"]اللواء محمد رشاد اللواء محمد رشاد[/caption]

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up