رئيس التحرير : مشعل العريفي
 هيلة المشوح
هيلة المشوح

معركة أردوغان الأيديولوجية !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يتوقع بعض المراقبين حدوث مواجهة عسكرية بين تركيا واليونان جراء الصراع حول السيطرة على احتياطيات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، الذي كان في الأساس خلافاً حول ترسيم المجال الجوي والمياه الإقليمية في بحر إيجة، ليتفاقم الصراع في الوقت الحالي بسبب هذه العوامل الجديدة؛ وأقصد التنقيب عن الغاز والنفط، وهي على كل حال ليست المواجهة الأولى من نوعها -في حال حدوثها-، فتاريخ المواجهات العسكرية فوق بحر إيجة طويل وممتد بين البلدين منذ حرب 1974 حتى مناوشات التنقيب عن الغاز هذه الأيام والحرب الكلامية والأعمال العدائية في مياه المتوسط.
يستثمر أردوغان المشاعر الدينية حول العالم لإنتاج خطاب ديني يوظفه لخدمة مشروعه التوسعي وأجنداته السياسية كحربه المتوقعة مع اليونان التي لن يتورع بتمريرها كحرب مقدسة بين الكفر والإسلام لتجييش واستثمار الانفعالات والمشاعر الدينية لدى الشارع الإسلامي وتوجيهها خدمة لمكاسبه السياسية ومقاصده وحشد تأييد الإخوان حول العالم، بل وفي عمق مجتمعاتنا وأوطاننا، خصوصاً في مجتمعات دول الاعتدال العربي التي تواجه بدورها أطماع أردوغان التوسعية ولهثه وراء دور يعيد لتركيا هيمنتها وهيبتها المفقودتين بممارسة فجور سياسي ومذهبي وازدواجية في المعايير بالتباكي على القدس وانتعاش التجارة البينية مع إسرائيل والتباكي على السوريين والمقايضة على مطالبهم السياسية، والتناقض بادعاء الفضيلة في الوقت الذي تزدهر الدعارة وتجارة الجسد في تركيا!
من يراقب التطورات السياسية في منطقتنا العربية على مدى عقد من الزمن سوف يقرأ الأطماع التاريخية لأردوغان من خلال فتح جبهات في دول عربية حولنا، فتركيا تتواجد في العراق وسوريا وليبيا وتحاول خلق جبهة في اليمن؛ فضلاً عن تواجدها العسكري في قطر، وهذا في الواقع خطر داهم تزامن مع القوة التركية الناعمة التي اخترقت مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص في السنوات القليلة الماضية سواء بالسياحة أو المسلسلات أو صادراتها التجارية وإغراق أسواقنا بالبضائع التركية.
يعتقد أردوغان اليوم أنه يقوم بمهمة تاريخية وعقائدية مقدسة سوف تخلق من تركيا إمبراطورية وصية على الشعوب والدول الإسلامية، وبالطبع لن تتوقف أحلامه دون حلم زعامة المنطقة العربية والإسلامية، وهذا الحلم جزء من مشروع كبير يسعى إليه مستخدماً انفعالات الحمقى ومتاجراً بعواطف الشعوب الدينية ومستغلاً الظروف الحالية لإشعال حرب هوجاء وقودها استمالة تلك العواطف الدينية لتجييرها في حرب سوف يدعي أنها حرب (الكفر والإسلام) بينما هي حماقات وصراعات جيوسياسية وأطماع نحو النفط والغاز والتوسع وأحلام الهيمنة!!
نقلا عن عكاظ

arrow up