رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

سلمت ودام عزك يا وطني

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ترسيخ أبناء وحفدة المؤسس العظيم للقيم التي أرسى من خلالها، وعبرها، بنيان هذا الوطن، جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ،ملك المملكة العربية السعودية "للمواطنين بعد توليه حفظه الله مقاليد الحكم خلفاً للراحل المقيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله " ، لتجسد منهج الاعتدال الحقيقي الذي حكم منهج الاعتدال الذي رسخه الملك الاستثنائي عبدالعزيز بن عبدالرحمن ــ طيب الله ثراه، وسار على نهجه أبناؤه من بعده. فالاعتدال ــ كسلوك ــ يرتكز على قاعدة من القيم الأخلاقية. والقيم الأخلاقية المرشدة.. تنتج سلوكا معتدلا. وما يرسخ هذه المنهجية الملموسة في السياسة السعودية الداخلية والخارجية، والتي من خلالها استطاعت المملكة العربية السعودية أن تحقق هذه اللحمة العظيمة لأبناء المجتمع السعودي، والتي يحسدنا عليها الكثير، ولله الحمد والمنة. ومن جانب آخر، فقد رسخ هذا المنهج الثقل السياسي على المستوى الإقليمي والدولي للمملكة العربية السعودية. ويدرك المؤرخون مند أقدم العصور أن جزيرة العرب، ولطبيعة تكوين مجتمعاتها، لم تعرف التوحد سوى مرة واحدة في تاريخها مند أقدم العصور، فهي موزعة بين كتل وكيانات إقليمية جهوية وقبلية متفرقة، أو بين أحلاف وتحالفات داخلية وخارجية، لم تتوحد في كيان سياسي واحد يجمع شتاتها سوى مرة واحدة في صدر الإسلام، ثم لم تلبث أن عادت إلى حالتها السابقة من تشرذم وتفرق وشتات. وحده، استطاع الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه، وجزاه عن أمته خيرا في آخرته ــ أن يوحدها ويجمع شتات أهلها ومجتمعاتها في كيان سياسي على أساس متين من شرع الله الذي يوحد ويجمع عقول وقلوب أهلها، وليواصل أبناؤه من بعده استكمال البنيان الذي أرسى أسسه والنهج الذي سار عليه. دعونا الآن نتقدم خطوة أخرى لنسأل أو نتساءل عن هوية هذه الأسس التي انطلقت منها تجربة التوحيد، والتي كانت البذرة التي اشتملت على الأشكال الجنينية للدولة هوية ومؤسسات. فكرة التوحيد ــ في حد ذاتها ــ قاعدة دينية، وتعتبر هي المدخل الأول للإيمان بالله. ومن هنا، فإنها سياسيا ودنيويا تتجلى في توحيد الدولة المتوزع ولاء أهلها بين الكيانات الجهوية والمذهبية والقبلية، لتذوب الولاءات المتناثرة المتفرقة في مصب هو الدولة القائمة على أساس من الشرع الإسلامي الذي ينظم الحياة الفردية الشخصية والحياة الاجتماعية العامة والعلاقات بينهما، وفي هذه التجربة، فإن التنمية والتحديث عن طريق العلم هما الوجه الدنيوي أو الانعكاس التطبيقي العملي للأمر الإلهي للإنسان بإعمار الأرض والارتقاء بالحياة فيها إلى أن يتحقق فيها الأمر الإلهي بالعدل والإحسان لكل حي وشيء في هذه الأرض. سلمت ودام عزك يا وطني.

arrow up