رئيس التحرير : مشعل العريفي

ماذا بقي للفصائل المعارضة بعد خسارة وادي بردى ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد - أ ف ب : منيت الفصائل المعارضة في سوريا بخسارة جديدة بعد سيطرة قوات النظام الاسبوع الماضي على منطقة وادي بردى، خزان المياه المغذي لدمشق، بعد نحو شهر من خروجها من مدينة حلب في اكبر انتصار للجيش السوري.
ويرى محللون ان هذا التقدم الجديد يتيح للجيش السوري تعزيز أمن العاصمة، وخصوصاً أن الفصائل المعارضة لم تعد تسيطر سوى على مناطق في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
كما من شأن الاقتتال الدائر في شمال سوريا بين الفصائل، الإسلامية منها والجهادية، أن ينعكس سلباً عليها.
1- ماذا تعني خسارة وادي بردى للفصائل المعارضة؟
يرى الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن فابريس بالانش أن “سيطرة الجيش السوري وحزب الله على وادي بردى تأتي في اطار الاستراتيجية المتبعة منذ العام 2013 لإنهاء تواجد الفصائل المعارضة حول العاصمة”.
وسيطر الجيش السوري على وادي بردى بعد معارك دامت أكثر من شهر قطعت خلالها المياه عن العاصمة، وإثر اتفاق مع الفصائل المعارضة قضى بخروج المقاتلين غير الراغبين بالتسوية مع عائلاتهم الى محافظة ادلب (شمال غرب).
وخرج في اطار الاتفاق 2100 شخص، هم 700 مقاتل وعائلاتهم وبعض المدنيين، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
وشهدت مناطق عدة قرب العاصمة خلال الاشهر الماضية اتفاقات مشابهة ابرزها داريا ومعضمية الشام، وهما من معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق.
ويقول بالانش “بالتأكيد خسرت الفصائل المعارضة دمشق”، مشيراً إلى أن “الأكثر عقلانية بينهم يسعون اليوم للتفاوض مع الحكومة السورية من أجل الحصول على عفو، فيما ليس هناك خيار أمام آخرين سوى الذهاب إلى ادلب”.
2- ماذا بقي للفصائل؟
لم يبق لدى الفصائل المعارضة بشكل أساسي قرب دمشق سوى بعض المناطق في الغوطة الشرقية، إلا أن الجيش السوري يوسع منذ أشهر عدة عملياته العسكرية فيها، وهي التي تعد منذ العام 2012 معقل الفصائل الأساسي قرب العاصمة.
ويشرح بالانش “في العام 2013، كانت هجمات الفصائل المعارضة المتكررة تهدد وسط العاصمة وخطوط التواصل مع الخارج، اما اليوم فباتت تلك الفصائل في موقع الدفاع، منقسمة ومحاصرة ومن دون اي امل بالنصر”.
اعتمد الجيش السوري خلال السنوات الماضية، وفق بالانش، على “انهاك المواطنين الذين يتعرضون للقصف والحصار ويعيشون تحت رحمة الفصائل” حتى بدأ هؤلاء يرون في النظام الجهة القادرة على ضمان امنهم.
ويضيف “احتاج الأمر لأكثر من أربع سنوات، لكن النظام يستطيع أن يعد نفسه منتصراً وإن بقيت بعض الجيوب” في يد المعارضة.
كما تأتي خسارة وادي بردى بعد أكثر من شهر على خسارة الفصائل المعارضة الأحياء الشرقية في حلب، وبات وجودها يقتصر إلى جانب محافظة ادلب على بعض المناطق في درعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط) وفي محافظة حلب.
وبالنتيجة باتت الفصائل المعارضة ومعها أخرى جهادية تسيطر على 13 في المئة من سوريا حيث يعيش نحو 12 في المئة من السكان.

arrow up