رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

لـم لا نبدع في رعايتنا الاجتماعية!‎

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أبصم بالعشرة، مطمئنا، بأن المملكة تخصص للرعاية الاجتماعية لمواطن هذا الوطن وفئاته المحتاجة في موازناتها العامة ما يفوق ربما الدخل القومي لدول شقيقة وصديقة، وأقرب مثال يشهد على صدق ذلك بين يدي الآن، آخر موازنة تمت إجازتها ونعمل بها اليوم. حيث جاءت سخية، أمطرت وزارة الشؤون الاجتماعية داعمة كافة قطاعاتها والمتمثلة في الضمان الاجتماعي، والرعاية الاجتماعية والأسرة، والتنمية الاجتماعية، بما يكفل دعم مسيرة الوزارة في إرساء دعائم التنمية الاجتماعية وتحقيق سبل الحياة الكريمة للمواطن، حيث شملت موازنة هذا العام دعم قطاع الضمان الاجتماعي بمبلغ عشرين مليار ريال، فيما بلغت إعانات الجمعيات الخيرية المعتمدة في ميزانية هذا العام (450) مليون ريال، ودعم جمعية رعاية أبناء السعوديين في الخارج بمبلغ خمسة ملايين ريال.
كما حظي قطاع الرعاية الاجتماعية والأسرة بدعم واهتمام كبيرين من قبل ولاة الأمر ــ حفظهم الله ــ ففيما يتعلق بأبنائنا الأيتام والمعوقين، تم اعتماد دعم إعانات المعوقين بمبلغ ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون ريال، واعتماد مبلغ (22) مليون ريال كدعم لمعينات المعوقين، وكذا مبلغ خمسين مليون ريال كدعم لخدمات الرعاية المنزلية للمعوقين، ودعم الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بمبلغ عشرة ملايين ريال، وتم اعتماد مبلغ (360) مليون ريال لإعانات الأسر الحاضنة والبديلة، ودعم إعانات الزواج بمبلغ (15) مليون ريال. هل نقول: بأن هذا غيض من فيض ولا نكون مبالغين؟.
إنه بالفعل كذلك إذا وضعنا في الاعتبار قطاع التنمية الاجتماعية وبرامج التدريب والتأهيل والمشاريع الفردية، حيث بلغ دعم إعانات برامج التنمية الاجتماعية (130) مليون ريال، فيما خصص مبلغ (115) مليون ريال دعما للجمعيات التعاونية، كما تم اعتماد دعم مجلس الجمعيات التعاونية بمبلغ خمسة ملايين ريال، أما مجال التدريب والمشروعات فقد تم اعتماد مبلغ خمسين مليون ريال دعما لبرامج التدريب المهني والحرفي للنساء، وكذا اعتماد مبلغ (68) مليون ريال لدعم البرامج التدريبية والتثقيفية والتأهيلية، فيما اعتمد مبلغ مليون ريال كدعم للمشروعات الفردية والمهنية.
وهكذا كما ترى لم تترك الدولة زاوية تختبئ خلفها الحاجة التي تمزق أثواب كرامة المواطن إلا ولاحقتها في مخبئها حفاظا على ما يستر فتوق الحاجة ويستر كرامته ويحفظها وفي هذا نهج تأسست عليه الدولة التي كان مؤسسها (رحمه الله) مثالا في العدل والحرص على رعيته تقاسم معهم الفقر ولم يتقاسم الغنى معهم إذ كان (عليه الرحمة) نموذجا في الزهد حتى توفاه الله ورفعه إليه راضيا مرضيا عنه بإذن الله.. وكما رأينا الآن فإن يدي الدولة بسخاء لمواطنيها وذوي الحاجة منهم على وجه الخصوص، فلماذا لا نجد أثر هذه الثروة واضحا؟ لماذا لايزال هناك من هو في حاجة؟.

arrow up