رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الجمل
علي الجمل

" السعــوديون والسينمـا "

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما كنت مع مجموعة من مواطني هذا البلد الأمين في نقاش حول السينما ودورها بالنسبة للأسرة في الترفيه .
· هُوجمت هجوماً كاسحاً ( وإنك تُخالف سماحة المفتي والعلماء ) فقلت لهم هل دخلتوا بعائلاتكم أي صالة للسينما ، فقالوا لي لا ... قلت لهم ( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) فلا تحكموا هكذا دون وعي .
· وقلت لهم أن هذه المسألة تحتاج إلى قرار وليس سؤال مجتمع لأن السينما موجودة معنا في أجهزتنا الذكية في المواقع - ومحركات البحث - كقوقل – وغيره بالدخول عَّبـر (( اليوتيوب )) بمجرد أن تكتب في محرك البحث – سوف يظهر لك ما تريده سواءاً بحثت في أي مجال سوف يظهر لك (( سواءاً كنت ملتزماً دينياً أو غير ملتزم )) ، وهل هناك بصمة على وجوهنا تبين لنا من نحن ..
· وقلت لهم أن الذي معروض في صالات السينما أكثر مما يشاهده الناس في بيوتهم لأن بها أفلام إحترافية – وبها صالات مُعَّدة وبها مؤثرات صوتية – وضوئية – ومقاعد مجهزة بإٍسلوب مميز – وبها تجهيزات قبل الدخول للصالة – للترفيه – كالمشروبات ووسائل الترفيه الأخرى .
· فقالوا لي ( أنت منافق ) فقُلت لا حول ولا قــوة إلاَّ بالله – فهل شققتم عن قلبي ( لتنعتوني بالنفـــاق ) فقالوا لي هي أداة فساد – وسيكون هناك إختلاط فأنت تدعوا للتغريب وإخراج النساء من بيوتها – فقلت لهم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كان المسئول عن الجباية للأسواق إمرأة إسمها (( سمية القرشية )) كانت تأخذ الجباية لبيت مال المسلمين من التجـار في الســوق – فلماذا لم يعين عمر رضي الله عنه رجـلاً – لأن في عهد النبوة – كان هناك إختلاط في الأسواق – وفي المعارك – وفي الدروس العلمية ولكن كانوا تربية محمد صلى الله عليه وسلم – وصحابته الأجلاء – ولكن لا بد أن يظهر حالات ( نشــاز ) وهذه طبيعة بشرية (يعدلها ولي الأمر بحسب الأنظمة المفروضة).
فقالوا لي أنت كالكاتب (( خالد السليمان )) وغيركم من الليبراليين تريدوا تغريب المجتمع وتكوين مجتمع فني من ممثلين وممثلات وتعــدوا جيل ( ممثل وطني ) كما هو حاصل في بعض البلاد العربية المجاورة (( كمصر مثلاً )) فقلت أو ليس لدينا ممثلين يتبَّعون – لأنظمة المملكة – ونشاهدهم – عبر المسلسلات الدرامية الخليجية سواء السعودية أو البحرينية أو الكويتية (( وهـكذا دواليك )) ..
فقلت لهم : لما هذه العقليات غريبة التفكير – أليس في إنشاء دور السينما مصلحة للمجتمع في فتح بيوت وتوظيف شباب وشابات وإعانة أُسر معوزة – بدل أن تُهـْدَر الأسرة السعودية بسفرها لدول الخليج المجاورة – أو مصر – وغيرها – مليارات وتذاكر سفر – لقضاء أوقات ممتعة بالترفيه وفندقة وحجوزات تذاكر سينما وحجوزات لسيارات الأجرة – أليس أولى بها إقتصادنا الوطني! !
· فقالوا لي هذا المجتمع الفني الذي تنادي به شئنا أم أبينا سيكون محل تقليد للشباب بل سيكون مؤثراً في تكوين العادات الجديدة المُنسلخة عن الأصول القِيَمْيَة للمجتمع .
· وقالوا أيضاً أن المجتمعات الفنية (( والسينمائية خصوصاً )) في كل بلاد الدنيا يغلب عليها (( العَـفن الفنــي )) ويمكن لك التحقق من ذلك في المجالات المتخصصة (( في أخبار الفن والفنَّانين )).
· وقالوا لي من الطبيعي أن يرفض مجتمعنا بقوة غرس مجتمعات عفنة في وسطه تؤثر على أبنائه فمجتمعنا يدرك بذكائه أن ( دُور العرض السينمائية ) عبارة عن (( طُعم بائت )) .
· وقالوا لي في المجتمعات الفنية وهي بعيدة عن بلادنا آذتنا كثيراً منذ خمسين عاماً وساهمت في إيجاد طبائع داخلية فاسدة فكيف إذا وُجِدَت بيننا .
· وأنه إذا توطنت صناعة السينما ستسعى لتشويه المجتمع السعودي كما حصل في التمثيل التلفزيوني وإبرازه من وجهة نظر ( صانعي الأفلام ) كما هو حاصل في سينما مصر .
· وقالوا لي للسعودية تجربة تعدت حوالي ( 50 ) عاماً مع التمثيل التلفزيوني فهل نجحت في جعله وفق الضوابط الشرعية ( لا حسب قولهم هذا وهو مراقب – فكيف إذا تولته مؤسسات مستقلة ) إذاً لما ذا لم تنجح صناعة التمثيل في السعودية ؟
جـ/لأن المرأة غير متوفرة ، وهل يمكن أن (( تراعى الضوابط الشرعية في أجواء مختلطة وسافرة بحسب قولهم )) .
ثم أدخلوني في نقاشات ( مُحتـَدمة ) في المجتمع الفني ومعاهد التمثيل والموسيقى والرقص والمكياج وأنتم ومن على شاكلتكم من الكتاب والليبراليين والعلمانيين تُنادوا بتغريب المجتمعات المحافظة واستشهدوا بالسينما في هوليود وبوليود وإنها تعاني من الإنحطاط الفني ..
وأن هناك بمناداتك للسينما (( بأن وراء الأكمة ما ورائها )) من خلال اجاباتك وأن تسخر منَّـا.
فقُلت أنتم قبلتم بالفضائيات ولا تقبلون بصالات العرض السينمائية فقالوا من قال لك أننا ( قبلنا بها ) ، وقالوا أن العلماء حذروا من الإنفلات الفضائي ، وأنتم تنادون بالتغريب .
فقلت فهل شققتم عن قلوبنا نحن أطهر من وصفكم هذا والإسلام دين اعتدال ووسطية فأرحموا عقولنا ولا تُصَنِفوا النـــاس حسب أهوائكم ولا تنزلوا عليهم ألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان ، فعــارٌ عليكم تصنيف الناس والله والي التوفيق ، وانتهى النقاش !!

arrow up