تعجيز في تعجيز !

إذا أردت أن تمنع شيئا دون أن تظهر منعك له، فاجعل شروط تحقيقه تعجيزية، مثال ذلك شروط ضم الدارسين على حسابهم، وشروط ابتعاث الخطوط السعودية للطيارين، وشروط أمانة جدة لإيصال التيار الكهربائي للبيوت التي لا يملك سكانها صكوكا ! بالنسبة للدارسين على حسابهم، لم تكن لتخلق هذه المشكلة أساسا لولا التوسع في ضم الدارسين على حسابهم سابقا والتجاوز عن شروط الابتعاث، مما جعل الانضمام لبرنامج الابتعاث عن طريق الدراسة على الحساب الخاص أسهل وأسرع من الانضمام للبرنامج الأصلي نفسه ! أما الخطوط السعودية التي تعاني عجزا كبيرا في عدد الطيارين السعوديين، فقد حصلت على ٣ آلاف فرصة مجانية للابتعاث لدراسة الطيران على نفقة الدولة دون أن تستفيد منها، فالشروط التي أقرتها مع وزارة التعليم أشبه بشروط ابتعاث طلاب الطب لا الطيران، واللافت أن الطيار الذي يعجز عن تلبية متطلبات الابتعاث ويدرس على حسابه الخاص تعود «السعودية» بعد تخرجه لقبوله وكأن المسألة «وين أذنك يا جحا»! أما شروط إيصال التيار الكهربائي للبيوت التي لا يملك أصحابها صكوكا، فعجيبة، أولا يطلب من صاحب الطلب إحضار وثيقة تملك للبيت مصدقة من العمدة، ثم يطلب منه الإقرار على أن إيصال التيار الكهربائي لا يعد تملكا، وما بين الطلبين الأول والأخير سلسلة من الإقرارات بأن الأرض المقام عليها البيت لم يسبق أن أزيلت ولم تستلم من الأمانة وغير معتدى عليها وليست مخصصة للمرافق الحكومية أو منزوعة لصالح مشروع عام أو مملوكة للغير وهي معلومات يفترض أن الأمانة تعرفها أكثر من ساكن البيت !
نقلا عن عكاظ