رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

كل (هاكرز) وأنتم بخير

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الاختراقات بالنسبة للحسابات الشخصية أو للشركات والمؤسسات أو حتى للجهات الحكومية٬ تحصل تقريبًا كل يوم.
فـ(الكومبيوتر) هو سلاح ذو حدين٬ فبواسطته تتم الحماية٬ غير أن هناك طرقًا جهنمية قد تكون صادرة من كومبيوتر آخر٬ تخدع النظام المبرمج٬ وتبدو كأنها صادرة منه.
وهي للأسف طريقة شائعة أكثر ما تستغل جهل أو سذاجة أصحاب الأجهزة الشخصية٬ مثلما حصل لي عندما كنت في باريس قبل أعوام٬ مستمتعًا بوقتي وناسيًا هموم الدنيا٬ وإذا بصديق فرنسي لي معه معاملات ومطلع على حساباتي ومصروفاتي٬ يتصل بي ويخبرني أن هناك شخصا في إيطاليا سحب من حسابي حتى الآن ما مجموعه (26( ألف فرنك في ذلك الوقت ­ أي ما يعادل تقريبًا ثلاثة آلاف يورو ­ طبعًا جن جنوني٬ وتحولت سعادتي إلى نكد٬ واستطعنا أن نسيطر على الموضوع بإلغاء رقم الحساب نهائيًا٬ وإلى الآن لم أعرف ذلك (الهاكر) أو اللص لكي أتفل بوجهه٬ ولكن مثلما قال المثل الشعبي: (من شاف الفارة اللي بذنبها خيط؟!).
واستسلمت حامدًا ربي أنني حافظت على الأقل على البقية الباقية من رصيدي٬ وهانت مصيبتي عندما قرأت قبل أيام عن أسطورة الفورمولا (نيكي لاودا) الذي يملك شركة طيران نمساوية٬ عندما اخترق (هاكرز) نظام تكنولوجيا المعلومات لشركته٬ وزوروا حسابات٬ وحولوا (35 (ألف يورو في إسطنبول٬ وبعدها (38 (ألف يورو في آيرلندا٬ قبل أن يسيطروا على الموقف.
وعلمت أن التعرض للبيانات أثناء انتقالها والتعرف على شفرتها إن كانت مشفرة٬ وهذه الطريقة تستخدم في كشف أرقام بطاقات الائتمان٬ وكشف الأرقام السرية للبطاقات البنكية (ATM(٬ وفي هذا السياق هم يحذرون من أمرين ليتم الاهتمام بهما بشكل جدي٬ وهما عدم كشف أرقام بطاقات الائتمان لمواقع التجارة الإلكترونية إلا بعد التأكد من التزام تلك المواقع بمبدأ الأمان٬ أما الأمر الثاني فبقدر ما هو ذو أهمية أمنية عالية إلا أنه لا يؤخذ مأخذ الجدية.
فالبعض عندما يستخدم بطاقة السحب الآلي من مكاتب البنوك النقدية٬ لا ينتظر خروج السند الصغير المرفق بعملية السحب٬ أو أنه يلقي به في أقرب سلة للمهملات دون أن يكلف نفسه عناء تمزيقه جيدًا مثلما كنت أفعل٬ ولو نظرنا إلى ذلك المستند سنجد أرقاما تتكون من عدة خانات طويلة٬ هي بالنسبة لنا ليست بذات أهمية٬ لكننا لو أدركنا أن تلك الأرقام ما هي في حقيقة الأمر إلا انعكاس للشريط الممغنط الظاهر بالجهة الخلفية للبطاقة٬ وهذا الشريط هو حلقة الوصل بيننا وبين رصيدنا بالبنك٬ الذي من خلاله تتم عملية السحب النقدي٬ لأدركنا أهمية التخلص من المستند الصغير بطريقة مضمونة.
نقلا عن "الشرق الاوسط"

arrow up