رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي سعد الموسى
علي سعد الموسى

لمحمد النمر: الجواب على سؤالك البليد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ستكون بلادة إنسانية مكتملة إذا ما قلنا إنه ليس من حق "محمد" ابن نمر النمر الحديث عن قصة أبيه، مثلما هو أيضاً من الخطأ بمكان أن نتحدث عن ابتعاثه أو علاج والدته على حساب الدولة. كل ذلك هو الحق المكفول لهم كمواطنين تحت شرط الخط الأحمر: أن يحترم حق الوطن وشرف المواطنة. أكتب اليوم بعد أن أعدت، ولمرتين، حديث الشاب السعودي محمد نمر باقر النمر إلى القناة الألمانية الناطقة بالعربية (DW) ومن بعدها حاولت استقصاء وبحث ما كان متاحا من ظهوره الإعلامي ضمن آلة إعلامية جبارة لهدف دعائي استثماري، وهو الشاب الذي لا يستطيع إكمال جملة واحدة صحيحة. وفي كل الحوارات واللقاءات التلفزيونية مع هذا الشاب لا يظهر من إجاباته سوى الجملة التالية التي يرددها أمام كل سؤال: أعطوني دليلاً واحداً لإدانة أبي؟ أشعر بعد هذه الجملة التي كررها ولمرات في كل الأقنية الفضائية أنه ضحية استغلال وتلقين وتحفيظ لذات السؤال البليد الذي يكرره في كل سؤال يطرح عليه. يعيش محمد النمر، وبالتقريب، في نفس المعدل العمري لابني الأكبر، مازن، وأنا لا أريد من الأخير أن يترافع عن أي قصة خاسرة في مشوار أبيه. يطلب، محمد النمر، دليلاً واحداً لإدانة أبيه وكأنه يطلب منا لو وضعنا "صحن استقبال" وكاميرا مراقبة فوق عمامة أبيه، وهذا ما لا نفعله إلا مع أجهزة الصراف الآلي وبوابات البنوك. وطوال سنوات المحاكمة الطويلة لم يحضر الابن لزيارة أبيه ولم يدخل أبداً إلى قاعات المحاكمات الفضائية العلنية التي كانت مفتوحة أمام الجمهور والإعلام وأمام أبناء وآباء كل من مثلوا في هذه القضايا الإرهابية. ومن مهجعه الأميركي، يطلب محمد النمر دليلاً واحداً دون أن يكلف نفسه برحلة واحدة ثم يحكم بعدها على الدليل. هو أول من يعلم، أو قد لا يعلم أن القبض على والده تم في ذات الشارع الذي كان فيه يقوم بالتمويه والتغطية على إرهابيين اثنين يطلقان النار على رجال الأمن، وأنا واثق تماماً أن محمد النمر يعرف سيارة أبيه "الكابريس". لا أعتقد أن محمد النمر لم يستمع إلى عشرات المقاطع والخطب لأبيه وكلها قذف وشتم ولعن وتحريض على رجال الأمن وولاة الأمر، لا أظن أبداً أن محمد النمر لم يستمع ولم يشاهد ذلك المقطع البذيء القذر لوالده ليلة وفاة نايف بن عبدالعزيز، وهو المقطع الذي يمثل ذروة التحريض ضد الأمن وكل رجل أمن. لا أعتقد أبداً أن محمد النمر لم يشاهد، مثل كل الملايين، صور أبيه مع أفراد قوائم الإرهاب في قريته الصغيرة وكيف كان يتباهى بالظهور معهم رغم الإعلان الأمني عن طلبهم للمحاكمة. وأخيراً سأقول لمحمد النمر: رموز الإرهاب وقادات جماعته قد لا يطلقون رصاصة واحدة ولكنهم يحركون مئات العقول الضائعة التائهة ويغسلون أدمغتهم الخالية في الأصل. سؤالك البليد عن الدليل كان لك أن تقف عليه ولكنك لم تفعل.
نقلا عن الوطن

arrow up