رئيس التحرير : مشعل العريفي

ابن تركي .. والفئات الثلاث

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إذا نزعنا الضدية والعدوانية اللتين يمارسهما البعض تجاه إدارة الأمير فيصل بن تركي، كيف ستكون الإجابات عن السؤال التالي: هل نجح الرئيس في فترة رئاسته حتى الآن؟
سيقول بعض النصراويين المتحمسين لتجربة الرجل إنه نجح، وسيقول آخرون نجح بداية وفشل الآن وربما يعود للنجاح وربما يستمر الفشل، وسيقول آخرون وبكل وضوح فشل.
الفئة الأخيرة، تعتقد أن الأمير فيصل بن تركي توافرت له ظروف لم تتوافر لرئيس أصفر سابق، ومع ذلك لم ينجح في ظنهم، وأن ثلاث بطولات في عهده ليست ترجمة حقيقية لواقع الدعم الكبير الذي تلقته إدارته، وأن الأصفر في ولايته كان مرشحا لتسيد الساحة الرياضية سنوات لو أجاد التدبير والعمل، وأن الرجل لم يفعل شيئا سوى استثمار الدعم الكبير الذي تلقاه من شرفيي النادي.
الفئة الأولى تعتقد أن نجاح فيصل في إعادة فريق غط في غيبوبة طويلة، إلى البطولات يكفي لمنح الإدارة الفيصلية- إن جازت التسمية- درجة النجاح في ولايتها.
الفئتان الأخيرة والأولى، فئتان متحمستان، يغلب عليهما التطرف في آرائهما، أما الفئة الثانية فأميل إلى إجابتها وهي أن فيصل نجح نجاحا كبيرا في ختام ولايته الأولى، مدعوما بكل مكونات الأصفر من لاعبين وشرفيين وفنيين وجماهير، ووقع في بعض الأخطاء في ولايته الجديدة عطلت من تصاعد مؤشرات النجاح، فاستقرت في مكانها.
ومن جديد أسأل: إذا كانت كل مكونات النصر شريكة في نجاح فيصل في الماضي القريب، هل هي شريكة أيضا في الأخطاء التي سببت الفشل- حتى الآن- هذا الموسم؟ الإجابة نعم، ولكن بنسب متفاوتة، فكما أن لفيصل النسبة الكبرى في النجاح، لديه نسبة كبيرة أيضا فيما يحدث الآن، وتتقاسم بقية المكونات النسب الباقية.
.. يعتقد بعض النصراويين أن المال هو السبب الرئيس لما يحدث الآن في أصفر العاصمة، والحقيقية أن الفريق حقق لقبي الدوري في العامين الماضيين وهو لا يملك اكتفاء ماليا، كانت ملاءته المالية تصعد وتهبط تبعا للظروف الفنية. إدارة فيصل أصابها بعض التثاؤب مطلع الموسم الحالي، وظنت أنها بلغت الكمال، فوقعت في سوء فهم لحقيقة التنافس الرياضي، ومعادلته الدائمة: "الفوز ببطولة لا يعني إلا أن هذه البطولة فقط انتهت، وليس التنافس"، الأخطاء الإدارية رافقها سوء حظ أيضا، فتراجعت النتائج وتفجرت المشاكل المالية عندها.
هل يستحق فيصل بن تركي أن يجدد النصراويون ثقتهم به؟ ما دام أصاب نجاحا ونجح في إعادة المريض للحياة، يستحق بشرط، أن يتعلم من مرحلتي النجاح والفشل، وأن تكون لديه الرغبة، ومتى تراجعت رغبته الدافعة في النجاح لأي سبب عليه أن يلوح بالوداع لحظتها، دون الخوض في أي تفاصيل وسينصفه التاريخ، أنه رجل قبل مهمة أشبه بالمستحيل، ضخ الدماء في جسد ينزف، ورتق جراحه، وأعاده للواجهة، كان النصر قبل فيصل يتفرج على الصفقات وفي عهده صار يديرها، وسيقول قائل: فعلها أعضاء الشرف وليس هو، ولا أحد ينكر دورهم لكنهم كانوا في النصر قبل فيصل وبعده، والإقدام والمغامرة اللذان تسلح بهما ابن تركي كانا أهم الأسباب.
وتنتهي الأسئلة بسؤال أخير: كيف يمكن لفيصل أن يعود لجادة النجاح؟ عليه أولا أن يلم بالمشاكل ويحددها ثم يرسم الأهداف، بكثير من التروي ومن الحكمة وضع أهداف مرحلية، والهدف الأول وقف النزيف من جديد، بأفكار خلاقة ومنشطة، تعزيز معنويات أجهزته الإدارية والفنية، الاستماع جيدا للاعبين ومحاورتهم، وإيجاد حلول عاجلة ليست بالضرورة أن تكون جذرية للمشكلات المالية، وما دام فيصل رضي أن يرأس النصر فعليه أن يطرق كل الأبواب المتاحة لتوفير السيولة المالية، هذا دوره المنتظر، ولا يقف مكتوف اليدين ينتظر مساعدة، بل عليه أن يسعى لها ويوجدها.
نقلا عن الاقتصادية

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up