انطباعات زائر للجنادرية!

في الجنادرية الأسبوع الماضي شعرت لأول مرة أنني أحضر فعالية سياحية حقيقية في الرياض، فأجواء المكان بالفعل مختلفة وتأخذك إلى مساحات واسعة من الفرح والسرور، وتختصر مسافات الاتصال بثقافات مناطق المملكة المتنوعة!
في الجنادرية لا يهم من أين تبدأ رحلتك، فمن أي جناح بدأت ستجد نفسك في تصاعد مع التميز والبهجة وأنت تتنقل بين أجنحة مناطق المملكة، وكل جناح دخلته وشاهدت فعالياته وجودة محاكاة واقعه التراثي، قلت لنفسي هذا الجناح الأميز، حتى وجدت نفسي في النهاية أمنح شهادة التميز للجميع!
أجمل من المكان، الإنسان الذي يمثله، فنفوس أبناء المناطق تحتضنك قبل أن يحتضنك عبق التاريخ وأصالة المعروض، ولم أدخل جناحا إلا وشعرت بأنه يأخذني إلى أعماق الجذور التي جاء منها، وعند مغادرته كأنني أعود إلى الرياض من رحلة سفر!
أما الحضور الذين تنوعت مشاربهم من داخل وخارج المملكة فهم عنوان للسرور، أتأمل الوجوه فأجد ملامح السعادة والبهجة ترسم لوحة لم ينقصها يوما سوى إعطاء الفنان ريشته وألوانه ليرسم لوحة الفرح!
التنظيم داخل القرية التراثية كان رائعا وساهم انتظام الناس في نجاحه، وإن كان من عتب فهو عتب على ضعف تنظيم الحركة المرورية في الطرق المؤدية إلى موقع المهرجان، وكان من الضروري تكثيف وجود رجال المرور، كما أن المرجو العناية أكثر بنظافة دورات المياه وتوفير مقاعد جلوس الراحة في الممرات والطرقات!
المهرجان لم يكن متحفا تراثيا بقدر ما كان مسرحا تفاعليا جسد رحلة عبر الزمن، والرجاء الوحيد أن يمتد لأيام أطول!.
نقلا عن "عكاظ"