رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

سلمان أوردغان...قمة لرفع الغمة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تبدو الرياض، وفي هذه المرحلة السياسية الدقيقة في حياة العرب والمسلمين، تحاول وضع خريطة تخرج بها الأمة من هذه المتاهة، التي تضافرت عدة عوامل محلية وأجنبية خارجية لإدخالنا فيها. هو انعكاسات سطحية لانشقاقات أعمق تنخر كيان الجسد العربي والإسلامي، تعمل القوى الخارجية المعادية على استغلالها وتعميقها واللعب على تناقضاتها، بما يؤدي في النهاية إلى تمزيق وتجزئة وتشرذم هذا الجسد من داخله. ،يأتي لقاء القمة التاريخي "سلمان أردوغان " في الرياض ا،ستكون تجسيداً و ترسيخاً واستمراراً لما بدأه الزعيمان خلال الزيارات والقاءات التي جرت في الرياض وانقره منذ ٢٠١٥ بداية منهج جديد في أدبيات العمل السياسي الإسلامي العربي المشترك، كان القادة العرب والمسلمون يجتمعون في قممهم وهم تحت ضغط إلحاح مشكلة طارئة معينة، تختلف رؤاهم باختلاف مناهجهم السياسية، منهم من يلامس القضايا ملامسة أيديولوجية صارخة فينادي بمواقف جدية لا يتعدى تأثيرها السطح الغريزي للجماهير ومنهم من ينادي بإعمال العقل ويقترح تفعيل الآليات السياسية كافة وإدارة الصراع بحكمة وحنكة وفق الحقائق الواقعية على الأرض. وفي الواقع فإن الاختلاف كان في جوهره اختلاف عقليتين إحداهما تكتيكية عاطفية آنية، وأخرى استراتيجية عقلانية مستقبلية تعمل على المدى البعيد. وحين تفرض الأولى رؤيتها على القمم العربية والإسلامية، لم تكن السعودية تعمل على إجهاض ما أجمع عليه، رغم قناعتها بأنه لا ينسجم مع رؤيتها ومنهجها، بل تلتزم بما يفرضه الإجماع من التزامات عليها.. لا تخرج على الإجماع، ولا تحاول فرض رؤيتها على أشقائها.. تناصحهم بالحسنى وتخاطبهم بلغة العقل بكل رفق. كانت، وظلت منذ تأسيسها تراهن على العقل والواقعية والشفافية في معالجة القضايا العربية والإسلامية، فلم تتاجر وتزايد على شعار تعرف هي قبل غيرها لا واقعيته وعدم جدواه، أو استحالة تحقيقه.. ولم تناد أو تشجع أو تؤيد الدخول في «مغامرات» لا محسوبة من أجل تحقيقه، فالسياسة هي فن «الممكن» ولا مجال فيها للمعجزات. وواقع حال الدول والشعوب العربية والإسلامية اليوم وما آلت إليه، يؤكد صحة وسلامة وجدوى المنهج السعودي القائم على الواقعية والعقلانية. والواضح أن تحقيق هذا القدر اللازم من التضامن العربي الإسلامي الداخلي لمواجهة مخططات الآخر "إيران " و،من شايعها ــ العدو، يحتاج إلى الصدق والتجرد والشجاعة الأخلاقية والتضحية بالمكاسب الذاتية على حساب الأوطان واستقرارها وأمنها، ويحتاج إلى قدر كبير من المسؤولية، وطرح الرؤى والأفكار والنوايا بشفافية على طاولة الحوار المكشوف. بين القيادة السعودية والتركية ،ووضع خطة عمل سياسية عربية إسلامية موحدة في مواجهة ما يطرحه الآخر من تحديات وما يصلح أساسا لعمل عربي إسلامي نهضوي شامل بالضرورة. وأن يوظف «التضامن» العربي الإسلامي اصطفافا حول هذه القمة، وأن تتحد وتتوحد الدول العربية والإسلامية متضامنة في مواقفها، منفردة ومجتمعة حولها.

arrow up