رئيس التحرير : مشعل العريفي

انشقاقات دينية في صفوف داعش.. التنظيم مهدد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد-24.ae:أدت الحملة العسكرية لاستعادة الموصل من قبضة داعش لإحداث انشقاق ديني داخل صفوف التنظيم.
وتشير فيرا ميرونوفا، زميلة في مركز الأمن الدولي التابع لمعهد بلفر في جامعة هارفارد، وإيكاتيرينا سيرغاتسكوفا، صحفية تعمل من أوكرانيا، أن علاقة التنظيم الإرهابي بالإسلام لطالما كانت ملتبسة، حيث ينكر معظم المسلمين إيديولوجيته المتطرفة، وسياساته الوحشية.
شرخ إيديولوجي وكتبت الباحثتان في مجلة فورين أفيرز عن ضغوط متزايدة يواجهها داعش مع قرب هزيمته في الموصل، وحيث بدأ بعض المقاتلين بمخالفة تعاليمه، كحظر شرب الكحول والتدخين، والتي أثارت حنق أكثر الدوغماتيين بشأن فرض قانون الشريعة. وقد قاد ذلك لإحداث شرخ بشأن عقيدة التنظيم.
الأكثر تضرراً وترى ميرونوفا وزميلتها سيرغاتسكوفا أن أكثر عناصر داعش تضرراً من الانهيار الوشيك في الموصل هم المقاتلون الأجانب. فمع تداعي قواتهم، لم يعد أمامهم خيارات عدة. إنهم، وخلافاً للمقاتلين المحليين، لا يستطيعون البقاء في العراق، لأنهم سرعان ما سينفضحون. ولنفس السبب، يصعب عليهم الاختلاط وسط لاجئين. إنهم يدركون أنهم سيقتلون. ونتيجة لذلك، اشتدت الحماسة الدينية لدى بعض المقاتلين الأجانب لاعتقادهم أنهم سيموتون كشهداء.
خلافات ولكن تلك الحماسة الجديدة جعلتهم على خلاف مع مقاتلين آخرين لجؤوا إلى الشرب والتدخين للتخفيف من ضغوط الحرب. وبحسب مدنيين من الموصل، يشاهد اليوم داعشيون يدخنون علناً ضمن مناطق ما زالت خاضعة لداعش. وقالت قوات عراقية إنهم عثروا على عبوات فارغة لمشروبات كحولية داخل قواعد لداعش.
تغاضي عن السكارى وقال بعض سكان الموصل إنهم رأوا في شوارع المدينة سكارى من مقاتلي داعش، وخاصة قرب خطوط المواجهات، وفي مناطق يتمركز فيها داعشيون آتون من روسيا وآسيا الوسطى.
وتلفت ميرونوفا وسيرغاتسكوفا لتغاضي كبار قادة داعش عن تلك المخالفات. وفي الواقع، لم يقتصر الأمر على تجاهل زعماء التنظيم للتدخين وشرب الكحول بل للمشاركة في تهريب السجائر، وهي تجارة مربحة. وبحسب ضابط عراقي من الحشد العشائري، قوة قبلية، ألقي في ديسمبر( كانون الأول) القبض على مهربين كانوا يحاولون بيع عبوة من السجائر داخل مناطق داعش بسعر 5,5 دولارات فيما سعرها العادي لا يزيد عن 1,70 دولار. وقال المهربون للضابط أن أمراء داعش يأخذون حصة كبيرة من أرباح تلك المبيعات.
لا مبالاة وتلفت الباحثتان إلى أن تلك الحالة من اللامبالاة، أصابت بالدهشة مقاتلين انضموا إلى داعش بسبب إيديولوجيته. ولكن عندما اعترضوا، تمت معاملتهم كخونة. ومن هؤلاء مقاتل يدعى محمد جاء من وسط آسيا وانضم للتنظيم في عام 2013 لأجل محاربة النظام السوري. وقال إنه تأثر بشدة لدى رؤيته أشرطة فيديو لمدنيين قتلوا في سوريا. ولكن منذ التحاقه بداعش، أدرك مدى النفاق والكذب الذي يمارسه التنظيم، وهرب قبل عام.
بيروقراطية شديدة وقال ذلك المقاتل للباحثتين، أنه بعد انشقاقه وهروبه من داعش، أخذ في دراسة القرآن ويقول: "كلما قرأت عن الإسلام ازداد إدراكي أن داعش ليس إسلامياً". وأشار محمد لتصاعد حد السلوكيات البيروقراطية داخل صفوف التنظيم، ولكون المحكمة الشرعية لم تكن تطبق الشريعة، وأن قراراتها كانت دوماً نابعة عن محسوبيات ورشى. وأضاف: "كانت السجائر تباع في كل مكان. أي نوع من الخلافة تلك؟".
تقويض وكما يجري عادة عندما تسري الخلافات الداخلية داخل صفوف أي تنظيم ، ترى الباحثتان أن الانشقاقات الدينية باتت تقوض وحدة صف داعش وتماسكه. كما تبين أن قادة داعش يعتبرون كل من يدعو لتطبيق حقيقي للإسلام لا يدمرون فقط التنظيم من الداخل، بل يعملون أيضاً كقوة ردع قوية تعيق انضمام مجندين جدد. وبدون القدرة على الترويج لمصداقيته التي يدعي أنها إسلامية، سينظر لداعش بكونه ليس سوى دولة فاسدة مستبدة تطبق نظاماً وحشياً.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up